19 سبتمبر 2025

تسجيل

انتبه من نفسك!!

08 يناير 2015

لو تجلس إلى نفسك وتعود بذاكرتك إلى أيام خوال مضت، واستحضرت مواقف معينة، غلبتك فيها (الأنا)، وصرت منقاداً لا خيار لك، تتوجه حيثما كان يقرر ذاك (الأنا)، لتتنبه فجأة إلى نفسك وما كنت عليه، فتجد متاعب جمة تجمعت أمامك؟إن (الأنا) هذا، أو الشخص الخفي القوي مثير المتاعب الكائن بداخل كل منا، لا تدري كم هو يؤثر على حياتنا وعلى تعاملاتنا مع بعضنا البعض.. حاول أن تتذكر موقفاً حياتياً ليكون مثالاً على ما نقول، حيث كنت مع مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء، وكنت أنت المتحدث والكل يسمع، وفجأة انتقل الاهتمام إلى متحدث آخر سحب الأضواء والكلمة منك.. ألا تتذكر كيف تفاعلت أمور بداخلك، وتحرك ذاك (الأنا) ودفعك دفعاً إلى أن تنتفض وترجع دفة الحديث إليك، ليس لشيء سوى انتقاماً من ذاك الذي جذب اهتمام الحضور بحديثه؟ إن ما حدث في ذاك الموقف هو نموذج لما يمكن أن يفعله هذا (الأنا)، وبالطبع غالباً أفعال هذا (الأنا) جالبة للمتاعب ومثيرة للمشاكل، وخصوصاً إن تركت له الحبل على الغارب، ليفعل ما يشاء ويقودك حيثما هو يشاء. إن الشهرة والأضواء التي يعيشها كثيرون، إحدى أهم عوامل تقوية روح (الأنا) في النفس، إذ غالباً ما يكون صاحب الأضواء والشهرة، على درجة من الأنانية الخفية التي لا يدري كثيراً عنها وعن حقيقتها، حيث تجده يزعم سعة الصدر، لكنه حين يشعر أن أحداً ما بدأ ينازعه في بعض ما لديه من أضواء وشهرة، تجد (الأنا) فيه يندفع كالسيل ليكتسح هذا القادم أو المنافس!إن (الأنا) وحب الشهرة والأضواء، مثلما هي جالبة للمتاعب، فهي أيضاً من مصادر التوتر والقلق لأي أحد منا يكون (الأنا) فيه هو السيد وهو الأقوى وهو المؤثر وهو الموجّه.. ولو تتفكر في الأمر قليلاً لوجدت أن الأمر كله لا يستأهل كل هذا التوتر وتلكم القلق. عش حياتك على طبيعتها أو على سجيتك، ولا تبحث عن الأضواء والشهرة، التي إن جلبت لك ما ترغب وتتمنى من مال ومكانة ووجاهة، فهي تسلب منك خفية عاملاً مهما في حياتك لا يُقدر بثمن، هو الهدوء النفسي والاستقرار والتمتع بالعيش دون مكدرات ومنغصات.. وإن كنت غير مقتنع بما أقول، فقم الآن واسأل أي شخص يعيش عالم الشهرة والأضواء واسأله عن أمنيته اليوم.. سيقول لك: أتمنى أن أعيش في مكان هادئ بعيدا عن الأضواء والمتاعب والقلق والتوتر إلى آخر العمر !! ألا تلاحظ المشاهير يشترون بيوتاً فخمة في الجزر البعيدة؟ إنهم يبحثون عن مكان لا يصله كثيرون.. وبمعنى آخر، يبتعدون عن المتاعب.. فهل تفعل إن كنت تعاني من الأنا؟