14 سبتمبر 2025

تسجيل

بقية مقال رئيس التحرير

08 يناير 2010

الجنرال دايتون "المؤتمن" على تدريب قواتك الأمنية بالضفة الغربية، ويقيم في "إسرائيل" ماذا صنع لك، هل أوجد قوات تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية اليومية والتوغلات المتكررة في مدن الضفة، من أجل اغتيال النشطاء الفلسطينيين والمقاومين، وكان آخرهم عملية الاغتيال بدم بارد لثلاثة من نشطاء كتائب الأقصى في رام الله، والذين منحتهم أنت الأمن والأمان، وإذا بالقوات الإسرائيلية تغتالهم تحت سمع وبصر قواتك "المبجلة"؟!يا فخامة الرئيس.. نحن مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمنكوب والمغلوب على أمره، والذي تحاول أنت بقبولك للإملاءات الإسرائيلية أن تكبل هذا الشعب بمزيد من القيود، بذريعة عملية السلام التي تتخذها إسرائيل من أجل ابتلاع المزيد من الأرض، وتهويد ما بقي من القدس والأقصى الشريف، وزرع المزيد من البؤر الاستيطانية في الأرض الفلسطينية.يا سيادة الرئيس.. لو كانت الصحافة القطرية منحازة لطرف فلسطيني دون آخر، لما منحتك صفحات لنشر لقائك بما فيه "تجنيك" واتهامك لها بالانحياز.نحن مع من يحمل المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، ويدافع عنها، ولسنا مع من "يحلب" المصلحة الوطنية الفلسطينية ويستفيد منها.ان صحافتنا ـ يا سيادة الرئيس ـ لا تدار بالاملاءات ، ولا بالتوجيهات ، بل تدار بالموضوعية المهنية ، والمعايير الوطنية والعربية والاسلامية، التي تحتم علينا توصيف الواقع ، فهل يعقل ان نتفرج على المجازر الاسرائيلية في غزة كما فعلت السلطة في الضفة فيما العالم بأسره يشجب ويستنكر؟ وهل يعقل ان نصفق لمن يعلن صراحة ان المقاومة " عبثية " ، والصواريخ التي تطلقها المقاومة " عبثية " ، فيما العدو الاسرائيلي يرتكب المجازر ، ويتوســع بالمستوطنات التي تكاد تقضي على كل امل باسترجاع القدس والاقصى الشريف ؟ .نعم الصحافة القطرية منحازة .. ولكن للحق ، وهذا الحق الذي ننصره هو ما تسعى اليه المقاومة ، واكثر من ذلك يا سيادة الرئيس ، وهل تمكنت السلطة التي تتربع على عرشها من النشوء والوجود  لو لا المقاومة ؟ الم يكن " اوسلو " ثمرة مسيرة كفاح مسلح وانتفاضات تاريخية .. ؟ .. وليس في تاريخ فلسطين ما يثبت حصول الشعب الفلسطيني على حق واحد بالاستسلام العبثي. ولذلك فنحن منحازون الى الحق الذي يجسده مليون ونصف مليون فلسطيني محاصر في غزة ، ويجسده الشعب الفلسطيني المقطع الاوصال جغرافيا وسياسيا .تعلمنا – يا فخامة الرئيس – في هذا البلد أن نقول الحق، و أن ندافع عن آرائنا التي نؤمن بها، ولا نجبر الآخرين على اعتناقها، وفي الوقت نفسه نرفض الوصاية علينا من أي طرف، ونمارس حياتنا – بحلوها ومرها – من فوق الطاولة وعلى الملأ، دون خوف أو وجل.عموماً – يا سيادة الرئيس – لك الحق في أن تقول ما تشاء، فنحن نتقبل الرأي والرأي الآخر، ولا نضيق صدراً بمن يتهمنا باطلاً، فنحن نسير في نهجنا مادمنا مقتنعين به، تماماً كما أنت تسير في ما يسمى بعملية السلام مع إسرائيل، وإن كان الفرق بيننا أننا نسير على نهج واضح، وشفافية عالية، نعرف جيداً إلى أين سنصل، بينما أنت تلهث خلف "سراب"، وتبني على "وهم" في مسيرتك التي لا تعرف أنت إلى أين ستقودك.