10 سبتمبر 2025

تسجيل

مركز «الجزيرة» الإعلامي.. أين ؟

08 يناير 2005

في الوقت الذي نقدر فيه خطوة قناة «الجزيرة» باستحداث مركز للتدريب الاعلامي في مارس من العام الماضي، والتي تؤكد رؤية القناة، وايمانها بالتدريب كوسيلة للارتقاء بالعمل الاعلامي المميز، فإن الملاحظ ان حجم الاستفادة من هذا المركز على المستوى المحلي يمثل نسبة متدنية، ويظهر ان الاولوية في التدريب توجه للكوادر الاعلامية من دول شتى، باستثناء العاملين في المؤسسات الاعلامية المحلية، الذين لا يذكر عددهم بين الاعداد التي يتم التحاقها ـ وعلى نفقة الجزيرة بالطبع ـ بمركز التدريب الاعلامي. دورة واحدة فقط ـ وهي الدورة الاخيرة التي اختتمت الاسبوع الماضي ـ كانت تكلفتها «100» ألف دولار، ومع أهمية الانفاق على التدريب والتأهيل، فإن الملاحظ غياب الكوادر المحلية في هذه الدورات، وخير شاهد على ذلك الدورة الاخيرة التي ضمت «7» دول، على الرغم من ان المتدرب المحلي لن يكلف «الجزيرة» ماليا، مقارنة بمن هو قادم من الخارج، والذي تتحمل القناة كافة التكاليف، بدءا من أخذه من أمام منزله، وانتهاء الى عودته الى دياره سالما غانما. ما الذي ستخسره «الجزيرة» لو ضمت مع اي دفعة تدريبية للكوادر العربية وغير العربية التي تستضيفها عناصر إعلامية من المؤسسات الاعلامية المحلية، ولماذا لا تعمل القناة على تجنيد طاقاتها من أجل خلق كوادر إعلامية قطرية، خاصة في ظل توافر هذه الامكانات الجيدة، ووجود مركز اعلامي متخصص في التدريب والتأهيل، واشراف من قبل اعلاميين مميزين، واستقطاب مدربين على مستوى عال من الكفاءة باعتقادي؟. نحن لانريد ان يكون مركز التدريب الاعلامي بقناة «الجزيرة» ينطبق عليه المثل القائل «عين عذارى تسقي البعيد وتخلي القريب»، وهو امر لا نريده لقناتنا العزيزة، التي نعتز بها، ونعتز اكثر بآدائها المميز، ولكن في نفس الوقت نريد ان تعاملنا كما تعامل الزملاء الاعلاميين من باقي دول العالم. لدينا مؤسسات اعلامية (مرئية- مسموعة- مقروءة) من حقها ان تحظى بنصيب في الدورات التدريبية التي تقيمها قناة «الجزيرة»، عبر مركزها التدريبي، وهو حق باعتقادي مشروع، إلا اذا كان المركز أنشئ أساسا لخدمة الاعلاميين في الدول الاخرى، ففي هذه الحالة لا يحق للاعلام المحلي الحديث عن منحه حصة في هذه الدورات التدريبية. نريد للقائمين على المركز ان يقيموا اداء العام وربع العام (15 شهرا) تقريبا من عمره، وينظروا في حجم استفادة الساحة المحلية- اسوة بالدول الاخرى- من الدورات التي نظمها، ويقفوا عند أعداد المتدربين من الداخل، مقارنة بمن اتى من الخارج، وأعداد الاعلاميين القطريين الذين استقطبهم المركز في دوراته السابقة، وما اذا كان هناك تجديد في الوجوه، ام هي ذاتها تتداول على مختلف الدورات. حرصنا على تجويد العمل في هذا المركز، واستفادة الساحة الاعلامية المحلية من الامكانات المتوافرة، يدفعنا لابداء هذه الملاحظات. جابر الحرمي [email protected]