14 سبتمبر 2025
تسجيليستهدف الاحتلال الإسرائيلي المؤسسات التعليمية في غزة بشكل ممنهج ومقصود، حيث إن وراء أهداف المعركة المباشرة مع الاحتلال أهدافا أخرى تتمثل بالسعي لتجهيل الشعب الفلسطيني وتدمير مؤسساته التعليمية والثقافية الرائدة. حتى السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني استهدف الاحتلال الإسرائيلي 260 مدرسة في قطاع غزة منها 64 مدرسة خرجت عن الخدمة تماما. كما استهدف جامعات ومدارس ورياض أطفال ومؤسسات ثقافية. وقد استشهد أكثر من 2500 طالب و70 شهيدا من الكادر التعليمي في المدارس. كما تضررت 11 جامعة في قطاع غزة بشكل جزئي وبلغ عدد الشهداء من الكادر الأكاديمي والإداري في الجامعات 442 شهيدا. مع كتابة سطور هذا المقال مساء السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني جاء خبر استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في غزة، والتي تضم آلاف النازحين وحسب المعلومات الأولية فإن هناك 200 شهيد في الاعتداء الإسرائيلي على المدرسة وتملأ جثامين الشهداء حاليا ممرات المدرسة. وبالتزامن مع عمليات الإبادة هذه فقد قام الاحتلال أيضا باستهداف مدرسة تل الزعتر في شمال قطاع غزة وهناك حديث عن عدد كبير من الشهداء. وبالأمس كنت أتحضر للدخول لأستوديو قناة Ahaber التركية للتعليق على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لعدد من المنشآت مثل المشافي وميناء غزة إلا أن خبرا عاجلا جاء عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة الفلاح في حي الزيتون والتي تضم الآلاف من النازحين من مناطق شرق وجنوب مدينة غزة والتي وصل عدد الشهداء فيها إلى أكثر من 50 شهيدا قد حول مجرى الحديث إلى استهداف الاحتلال للمدارس. وبعد خروجي من الاستديو علمت أن استهداف مدرسة الفلاح كان قد تم قبل الإعلان عنه بوقت كبير ولكن بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت وعدم قدرة الإسعافات على التحرك وبعد المشفى الوحيد العامل في غزة وهو المشفى الإندونيسي عن مكان الاستهداف فقد جاء الخبر متأخرا. قام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدارس بشكل متعمد وممنهج وهناك الكثير من الأمثلة حيث قام الاحتلال بإسقاط قنابل فسفورية محرمة دوليا بموجب اتفاقية جنيف 1980 على مدرسة أبوعاصي في مخيم الشاطئ غرب قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 5 وإصابة العشرات. وقد حاول النازحون في المدرسة السيطرة على دخان القنابل من خلال إلقاء التراب عليها وقد أخذوا هذه الطريقة من النازحين في مدارس شمال قطاع غزة الذين تعاملوا مع قنابل الفسفور الأبيض بهذا الشكل خلال الأيام الماضية. يستهدف الاحتلال الإسرائيلي المجرم المدارس لعدة أسباب، وأول هذه الأسباب هو سبب ميداني عسكري مباشر استهداف النازحين في هذه المدارس وارتكاب مجازر كبيرة لجعل السكان ينزحون باتجاه أماكن أخرى وتحديدا إلى جنوب قطاع غزة لاستكمال خطط التهجير التي يسعى قادة الاحتلال لتنفيذها أما السبب الثاني فهو أن الاحتلال يعلم أن هذه المدارس لا يوجد فيها أعمال للمقاومة فهو يسعى لتحويلها لثكنات عسكرية بعد اقتحامه الأماكن القريبة منها وقد رأينا في المقاطع التي تنشرها المقاومة كيف أن الاحتلال تحصن في العديد من المدارس في شمال غزة. أما السبب الثالث والأهم والأكثر خطورة فإن مؤسسات التعليم في قطاع غزة وفي فلسطين عموما والذي يعد نموذجا في العالم العربي من حيث ارتفاع نسبة التعليم وجودته هي هدف لقوات الاحتلال وقد قامت قوات الاحتلال بتدمير مباني الجامعة الإسلامية ومبان في جامعة الأزهر ومؤسسات تعليمية أخرى. ختاما وتأكيدا على الاستهداف الممنهج لمؤسسات التعليم الفلسطينية فإن الاحتلال يستهدف هذه المؤسسات في الضفة والقدس. وعليه أوصي في هذا المقال بأن تقف مدارس العالم كله للتعريف بحملة الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد مؤسساته التعليمية كما يمكن البدء في مشاريع لدعم مؤسسات التعليم لإثبات أنه يمكن لتدمير الإرهاب الأليم أن ينتصر على تعمير التعليم.