12 سبتمبر 2025

تسجيل

منتج ثاني أكسيد الفساد!

07 ديسمبر 2015

سرطان حقيقي يكلف العالم مليارات لو وجهت للتنمية لكانت الحصيلة مذهلة لا يصدقها عقل، إنه الطاعون الذي لا يترك جسد الأمة إلا بعد أن يهمد ويموت! اسمه الفساد، وهو عادة يبدأ تجاربه على استحياء، بطيئا هادئا، حتى إذا تمكن استشرى، وتوحش، وكشف عن أنيابه دون خجل، مبدؤه (شيلني وأشيلك) أو (فيفتي فيفتي) أو خدمة مقابل خدمة، أو سأغمض عيني وانهب ما تريد أنا (شاهد ما شفش حاجة) ويتم التغميض الاختياري طبعا مقابل هبات، وعطايا، وشيكات! باختصار إذا كان في الناس من يبيع دمه، وكليته لفقره، فهناك من هو مستعد لبيع ذمته وعنده (تعرفة) نظير أتعابه (ما فيش مشكلة ادفع وشيل)! ولعل أسباب الفساد دائما تجاهل وضع (الرجل المناسب في المكان المناسب)، والرجل المناسب ليس خبرة فحسب، وإنما شرف، ونزاهة، ونظافة يد، أما أول مفاسد الفساد فإقصاء الشرفاء، وتقريب العملاء! لماذا؟ لأن الشرفاء يعطلون (شيلني وأشيلك) ويقفون كالعظمة في الزور لا يمررون المنافع المسروقة ولا يقبلون الرشا للتغاضي والسكوت، وغير مستعدين للتغطية على العورات، ولا الرضا على مبدأ اعتبار أن الإدارة، أو الوزارة، أو المؤسسة، أو المصنع، أو الشركة، أو البنك (عزبة) ملاكي تدار بالهوى والمصالح! وللفساد دائما تجار، ووسطاء، ونافذون، ورجال أعمال، وبلطجية، وكلهم ضالعون في مسلسل الفساد اللعين، وكلهم ينهبون الناس طوعا وكرها، ويضرون البشر دون أدنى شعور بالذنب إذ الغاية تبرر الوسيلة، وهم لا يكفون عن أذاهم حتى تكشفهم صدفة أو حين يختلفون فتظهر (بلاوي)، وهم دائما متنوعون، المهندس الفاسد يوقع مبنى، المتلاعب بالبورصة يوقع اقتصاد دولة، الطبيب الفاسد يسرق أعضاء فقير ليزرعها لقادر، القاضي الفاسد يقلب الحقائق فيحول الضحية إلى متهم، المحليات تحظى في أركان الدنيا كلها بأكبر نصيب من الفساد يكفي أن يكون باستطاعتها بالتعاون مع الشهر العقاري مركز التوثيق نقل ملكيات الناس بجرة قلم وختم لآخرين سراق لا حقوق لهم! أباطرة الاستيراد الذين يحددون حجم (الهبش) من جيب المستهلك بما يرونه مناسبا لتضخيم ثرواتهم بالمتاجرة في الفاسد، ومنتهي الصلاحية، وغير الصالح للاستهلاك الآدمي وقد مروا من المنافذ آمنين بعد دفع المعلوم (وتظبيط المسائل) ولأنه ليس كل مرة تسلم الجرة فقد يلطمون خدودهم بتصدي شرفاء المنافذ لشحناتهم بالمصادرة!! هذا غير مسؤولي (مظاريف المناقصات) التي ترسو على (الحبايب) بتسريب الأرقام لمن عليه العين ليقدم أقل عرض فيفوز بالمناقصة، المهم (مينساش الحلاوة)، مسؤولو منح التراخيص الذين يمنعون، ويمنحون بثمن، رجال الأعمال الذين يستولون بالرشا على آلاف الأفدنة بملاليم ثم يحولونها إلى أبراج تجني من جيوب الناس مليارات يعجزهم عدها! كل ما تقدم منتج ثاني أكسيد الفساد. ويمتد سرطان الفساد ضاربا بجذوره القوية بنية المجتمع لتتم خيانة الوطن وتخريبه، التصدي ليس سهلا لكثرة أعوان الفساد ومساعديه لكن الألف ميل تبدأ بخطوة رادعة. * طبقات فوق الهمس* في هذا الصباح جميل أن نسدي الشكر لمن التمس لنا العذر قبل أن نعتذر، ولمن عرف حقوق العيش والملح دون أن نذكره بها، ولمن قدر ظروفنا قبل أن نشرحها، ولمن قال ما ينصفنا بالحق ونحن غائبون.* قالت لي "بعد تجاربي مع الناس ومواقفهم أنا أصدق أن الصداقة المزيفة كالطير المهاجر يرحل إذا ساء الجو" يعني غير باق لا على وفاء، ولا إخلاص، ولا وداد، ولا حتى سعدية!!.* لا تحزن عندما يهجرك البعض فلربما استجيبت دعوتك عندما كنت تقول (اللهم أبعد عني من يؤذيني)، والله إنها حكمة.* قال لها: ما بك؟ قالت: في القلب بوح لا يقرؤه إلا ساكنوه. * قالت: لنا الله، وبعد الله لا حاجة لنا بأحد. * تغضب حقك، لكن أن تعامل الناس بحدة لأنك غضبان مش من حقك.* لم يكن مسؤولا فحسب، إنما كان إنسانا استثنائيا يدفع من وقته وقلبه وجيبه لمساعدة المأزوم، إنها نماذج تتنفس بيننا. * صلاة قلبأدعو مع الذي قال.. يا رب إذا كان عفوك يمحو الذنوب فكيف ودك؟ وإذا كان ودك يضيء القلوب فكيف حبك؟ وإذا كان حبك يدهش العقول فكيف قربك؟ وإذا كان قربك يزيل الهموم فكيف النظر إلى وجهك الكريم؟ اللهم إنا نسألك عفوك، وودك، وحبك، وقربك ولذة النظر إلى وجهك الكريم..آمين.