11 سبتمبر 2025

تسجيل

قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية

07 ديسمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعلنت اللجنة العليا للانتخابات النيابية في مصر أن النسبة الإجمالية للمشاركة بلغت 28٪. بما يعني أن حوالي 15 مليونا فقط من أصل 53 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم في الانتخابات النيابية بمرحلتيها الأولى والثانية، وقد غابت المعارضة عن الحضور وغاب شباب الثورة.. وعزا المحللون هذا الغياب إلى يأسهم ويأس المتخلفين عن الحضور من العملية السياسية برمتها.. وعبر بيان وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقه "من الأعداد الضئيلة للمصوتين والمشاركة المحدودة للأحزاب المعارضة" ودعا الحكومة المصرية إلى "ضمان الحريات الأساسية للمصريين"، وأهم ما يلاحظ على الانتخابات البرلمانية المصرية أولا أن الإعلام الموالي للدولة استخدم سلاح التخوين والغرامة والتهديد بالحبس لكل من يمتنع عن التصويت كما استخدم شيخ الأزهر الدين في السياسة، حين أفتى بأن "الممتنع عن الذهاب إلى التصويت كالعاق لوالديه"، ويلاحظ ثانيا استعمال المال السياسي في الدعاية بالفضائيات وفي شراء الأصوات إذ تراوح سعر الصوت ما بين 300 إلى500 جنيه، وفي بعض المناطق الفقيرة كالبساتين تم شراء الأصوات بالوجبات الغذائية ولم ينف بعض المرشحين استخدامهم المال في العملية الانتخابية وقالوا "إن المال مهم فيها كأهمية اللبن للطفل الرضيع"، ورغم تحديد اللجنة العليا للانتخابات مبلغ نصف مليون جنيه كحد أقصى للحملات الإعلانية للمرشح الفردي ومليون جنيه للقائمة التي تضم 15 فرداً إلا أن المرشحين تجاوزوا هذه الحدود في غياب الرقابة العملية على المصروفات.. وقدر إجمالي الإنفاق على الانتخابات البرلمانية من قبل المرشحين بما لا يقل عن 7 إلى 10 مليارات جنيه بخلاف النفقات التي دفعتها الدولة لتأمين وإدارة الانتخابات وقد ذهبت جل هذه المبالغ على الدعاية والإعلان والرشاوى وشراء الأصوات، وفي هذا السياق تبادل الفرقاء الاتهامات فقد اتهمت المستشارة تهاني الجبالي مؤسس التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية، قائمة "في حب مصر" بالتحالف مع تنظيم الإخوان وبتمويل حملتها من الإخوان المسلمين فاتُهمت بدورها بأنها أم الفلول وصنيعة سوزان مبارك. وقد فازت قائمة في حب مصر بــ 120 مقعدا، وأعلن مقررها سامح سيف اليزل بحسب ما ورد في الصحف المصرية أنهم يسعون لتكوين ائتلاف من ثلثي البرلمان يضم إلى جانب قائمة في حب مصر المصريين الأحرار ومستقبل وطن والوفد تحت اسم ائتلاف دعم الدولة المصرية يكون من أهم أولوياته دعم السيسي في مواجهة الإرهاب وتعد قائمة في حب مصر نواة حزب الرئيس المؤيد كما أن معظم من فاز من القوائم أو المستقلين هم من محبي ومؤيدي السيسي، وهذا ما دفع المراقبين إلى القول بأن البرلمان الجديد لن يكون إلا برلمان بصيمة وسوف يصادق على نحو 300 قانون بمرسوم صدرت من السيسي وعدلي منصور في أسبوعين، طبقا لما صرح به سيف اليزل لصحيفة لوموند الفرنسية ولأن المال السياسي كان أهم عناوين الانتخابات البرلمانية المصرية فقد اقتحم البرلمان رجال الأعمال وكبار الضباط المتقاعدين والأثرياء وأبناء العائلات، فجاء البرلمان خلوا من الفقراء والطبقات الاجتماعية الأشد احتياجا فهؤلاء لا بواكي لهم ولا ممثلين حقيقيين عنهم كما دخلته شخصيات مثيرة للجدل ومحسوبة على نظام مبارك كتوفيق عكاشة، أما حزب النور فقد واصل خسارته في المرحلة الثانية ولم يحصل في الجولتين إلا على 12 مقعدا ويعتزم الالتقاء بالرئيس السيسي لتذكيره بأنهم شركاء في 30 يونيو، ولمطالبته بتعيين عدد من قياداته في البرلمان كترضية وتعويض وبالمحصلة النهائية فإن البرلمان الجديد سيكون أداة طيعة في يد الرئيس ليمرر من خلاله ما يشاء وهو ما سيؤدي إلى شخصنة الدولة وإعادة النظام الشمولي الأبوي إليها من جديد.