16 سبتمبر 2025

تسجيل

في مصر .. سيناريو جديد

07 ديسمبر 2014

في اليومين الماضيين ومن خلال استعراض أحداث سابقة في مصر لفهم ما يجري اليوم، اتضح أن الغاية من كل ما حدث هو عدم تمكين الفكر الإسلامي أن يسود ويحكم، فإن سقوطه في مصر، سيؤثر بالضرورة على بقية دول الربيع العربي، حيث ستنتعش فلول الأنظمة في تلك الدول عبر الاقتداء بما حصل في مصر، وليبدأوا هم كذلك بنفس السيناريو المصري، ليسقط الإسلاميون في تونس ويخف تأثيرهم في ليبيا والمغرب، ولا يكون هناك أمل لهم في سوريا أو هكذا الصورة تبدو الآن.. ولا شك في أن هذا التوجه مقبول من أنظمة عربية عديدة وغربية كذلك، ساءهم ما يحدث في بلدان الربيع العربي، لاسيما مصر. لقد كان السيناريو الأسوأ لمصر بعد الثورة هو عودة العسكر الى الحياة السياسية ورحيل مرسي ومن معه بصورة وأخرى، فإن المتفائلين حينها بأن رحيل مرسي أو الإخوان وقهرهم، هو الحل الذي سيؤدي إلى استقرار مصر، فقد تبين لهم الآن كم كانوا حالمين وغارقين في الرومانسية، لأن المسألة أدت الى بدء صراع وشد وجذب بين الفريقين، نتيجته هي عدم الاستقرار الواضح في هذا البلد، والذي سيقوم به دون شك الإسلاميون، إخواناً كانوا أم غيرهم، الذين شعروا أنهم في معركة أو صراع بقاء، وإن بسبب إخراجهم من الحكم بصورة غير شرعية كالتي تمت، دفعتهم إلى العودة مرة أخرى لعدم السكوت، ولكن هذه المرة، لن يكون مهماً عندهم طريقة الوصول الى الحكم عبر الطرق المعروفة عالمياً بقدر ما الوصول نفسه للحكم مرة أخرى. لقد غاب عن وعي المتربصين بالإسلامين أو مصر بشكل عام، الوجود القوي على الأرض للإسلاميين، فالأمر ليس في اسقاط مرسي وزج آلاف من جماعته بالسجون. لا، الأمر أكثر تعقيداً، وهو ما لم يتنبه إليه قسم كبير من المصريين إليه، وهو ما يعايشونه الآن من توتر وقلق بسبب انقسام الناس إلى فسطاطين متناحرين.. ولقد كان القبول بنتائج الصناديق واحترام ما طالبوا به من حكم ديمقراطي هو الضمان للبلاد من الدخول الى نفق مظلم لا نهاية له، وحياة لا استقرار فيها إلى حين من الدهر ليس بالقصير، وربما كان هذا غاية المتربصين بهذا البلد والراغبين في أن تكون أنموذجاً لما تؤول إليه الأمور عند قيام ثورة على نظام، وأحسبُ أن هذا قد تم فعلياً وبصورة شبه تامة، وما الأحداث الأخيرة في مصر، إلا مشاهد أخيرة لإعادة الحياة الى المربع الأول أو ما قبل ثورة يناير 2011، فهل نحن أمام إعادة أخرى للسيناريو بمشاهد مختلفة، أم أن السيناريو هذه المرة سيكون برمته مختلفاً تماماً؟ الكلمة عند المصريين، وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ومكروه.