13 سبتمبر 2025
تسجيلعبدالعزيز بن سعود البابطين نموذج للعصامية الخليجية وفي دولة الكويت الشقيقة تحديداً، حيث عاشت أسرته منتقلة من وسط الجزيرة العربية "روضة سدير"، فبنى الرجل نفسه ضمن محيط يعشق التجارة والشعر معاً؛ بل أن للرجل سمات قيادية ومعطاءة في مجالات شتى تستهدف خدمة الإنسانية عموماً، وإن تركزت معظم مشاريعه العلمية والخيرية والأدبية في الدول العربية والإسلامية فهو من رعيل الستينيات الذين بنو لدولة الكويت سمعة تجارية واسعة عندما كانت الكويت بمجرد فطنة وذكاء رجالها وجهة للتجارة في المنطقة؛ فسوقها النشطة كانت تغذي العراق وإيران وعموم دول الجزيرة؛ بل عايشنا في بداية السبعينيات ملامح لتلك الحركة التجارية الضخمة وارتباط الجودة والنوعية في السلع العالمية التي يزكيها لدى المستهلك مجرد مرورها بسوق الكويت؛ فتجار الكويت هم من علم أهل الخليج ملامح التجارة وهم من ساهم في شق خور دبي وهم من أسس سوق مرشد هناك حسب محاضرة لرجل الأعمال الكويتي محمد جواد بوخمسين في غرفة الأحساء التجارية عام 2011م، وهم أصحاب المبادرات المؤسسية في دعم العمل الخيري والأدبي فلهم نشاط واسع ومبكر في هذا الجانب, عبدالعزيز البابطين الذي كُرم في مسقط رأس أسرته "روضة سدير"، يوم الجمعة الماضي وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس مؤسسة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري في مبادرة من ملتقى عبدالله البابطين الثقافي في روضة سدير وبحضور عدد من رواد الفكر والأدب رجل عُرف عنه حبه للشعر والشعراء، ويرجح هو ذلك الميول لارتباطات أسرية بالشاعر الكويتي الشهير محمد بن لعبون؛ فراحت المؤسسة تجمع شذور الشعر كما في معجم البابطين وتشجع الشعراء على الإبداع وتستنهض رموز الشعر القديم مثل علي أبن المقرب وبن زيدون والأخطل الصغير وأبو القاسم الشابي وغيرهم ممن أثروا شعر الأمة وتاريخه، هذا إلى جانب تأسيس المكتبة الشعرية العملاقة بمبناها ومحتواها في الكويت والاهتمام بالإصدارات المتنوعة, أيضاً للرجل عطاءات في مجال التعليم وتبني الشباب خاصة في الدول الإسلامية والتكفل بتعليمهم في الجامعات والمعاهد غيرها من المناشط بل أن للرجل اهتمامات دولية في مجال توظيف الأدب لصناعة التلاقي بين الشعوب فهناك مركز سعود البابطين لحوار الحضارات كذلك له مبادرات شخصية للمصالحة والتوافق بين الدول كما فعل بين إيران والجزائر، كما أن الرجل ثري بمبادراته المتنوعة في مختلف المجالات الإنسانية والتي يوظف لها جزءا من ريع الأعمال التجارية الضخمة والمتنوعة؛ هذا إلى جانب اهتماماته بالعلاقات الشخصية وتوظيفها لصالح الاهتمامات العلمية والأدبية.. وما رعاية سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز لمناسبة التكريم التي يقيمها آل البابطين في ديرتهم الأصل إلا تأكيد وتقدير لمكانة الرجل الذي يعد شاهداً على مراحل وأحداث مهمة عاشتها عموم منطقتنا الخليجية خاصة فترة الحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت، فلدى الرجل الكثير من المواقف والذكريات التي تحتاج أن توثق أكثر كرصيد للأجيال.