11 سبتمبر 2025

تسجيل

يا حسافة (1)

07 نوفمبر 2017

ما الذي يميز الإبداع في الإطار الإنساني عن الوظائف الحياتية.. ما الذي يميز الأديب، الشاعر، الموسيقي، الفنان التشكيلي، المسرحي غير الوظائف المدنية؟ وهذا ليس من باب المقارنة، لأن كل فرد في الحياة يؤدي دوره. إن المعلم يحمل رسالة سامية، وكذلك الطبيب وغيرهما، ولكن ما يميز المبدع الروح الإبداعية الخلاقة. منذ أقدم العصور، ونحن نقرأ إبداعات كل المبدعين منذ عهد الإغريق حتى الآن، وهناك علامات بارزة في مسار المسرح مثلًا، بدءًا بأسخيلوس وسوفكليس وبيدس وارستوفان، وصولًا إلى شيبكا وبلوتس وتيرانس، وصولًا إلى عصر النهضة، وشكسبير وماريو وسوليير حتى العصر الحديث.. ما زال العالم يسمع سيمفونيات بتهوفن وباخ وشوبان وموزارت وغيرهم، ويتأمل لوحات ليونارد دافنشي وروفائيل وتماثيل مايكل أنجلو، وما زال بيكاسو ودالي وفان جوخ وغيرهم، جزءًا من الحراك الإبداعي. الفن معناه الخلود، والمبدع من يتشكل مع كل ظروف واقعه المعاش في الإطار الإنساني، ولكن لماذا أسترسل في هذا الموضوع مع أنه جزء من الواقع؟ هنا مربط الفرس، احتضنت دولة الكويت فعاليات مهرجان المسرح الشبابي العربي، وكما عودنا قادتنا في قطر الخير، أن نلتزم بروح الأخوة الحقة. هذا جمع شبابي، والجميع في ذات الفندق، والجميع يتشاركون في ذات المطعم. كان الأصدقاء من سلطنة عمان مثالًا للأخوة الحقة، وكذلك عدد من زملاء الرحلة من مملكة البحرين والسعودية، ولكن ما حز في نفسي زملاء الرحلة جميعًا موقف البعض من الوفد القطري؟ لماذا؟ هل تناسى بعض النماذج أن العلاقات الإنسانية لها البقاء والخلود.. ولماذا ممارسة هذا الدور.. هل هو الخوف؟ إذا لماذا لم يخش عدد من زملاء الرحلة من مغبة الأمر!! هل هناك توصيات بعدم رد التحية؟ وما دورك كفنان وأنت تحمل هذا الكم من الحقد والبغضاء، مع أننا في سفينة واحدة نجتمع حول عقيدة واحدة؟ هل تحول الفنان المغلوب على أمره إلى بوق دعائي للباطل؟ كنا فرحين بهذا العرس المسرحي الشبابي ولكن هناك من زرع الكراهية في النفوس. هل هذا هو الإنسان الذي أكلنا وشربنا معًا ذات يوم؟! هل هذا هو الصديق الذي تبادلنا معه همومنا وأحلامنا؟ هل أصبح مكبلًا بهاجس الخوف، هل تحول الفنان إلى بوق دعائي أجوف؟ لماذا لم يرتعب المبدع السعودي، البحريني، المصري.. ولماذا هؤلاء؟ إنني أشفقت عليهم، نعم.. إنهم زملاء الرحلة، ولكن من المؤسف أن يكون نموذجًا أو نماذج عدة لأنماط بشرية، يلغي من الذاكرة كل الذكريات الجميلة.. علينا أن نقول.. يا حسافة.. وللحديث بقية.