31 أكتوبر 2025
تسجيل**منذ تأسيس المملكة ونحن على يقين بأن تماسكها وأمنها جزء لا يتجزأ من كيان المنطقة**ستزول الخلافات بين أهل الخليج قريبا والمطلوب الوقوف في وجه أعداء وحدتنا الخليجية أؤمن دائما بأن بقاء دول الخليج العربية متماسكة وعلى وحدتها السابقة قبل افتعال أزمة الحصار ضد قطر هو الأمر الذي يسعى لتحقيقه كل أهالي الخليج دون استثناء .. لأن الوحدة والتماسك والعمل كفريق واحد في وجه أعداء هذه الوحدة هو ما سيكسبنا قوة وصلابة من أي وقت مضى .. وبالرغم من خلافاتنا المفتعلة إلا أنها لا تسهم إلا في زيادة التشتت بيننا وعدم إنشاد الوحدة في هذا التوقيت بالذات ؟!! . والسعودية كانت وما زالت بمثابة العمود الفقري للوحدة العربية والإسلامية قبل الوحدة الخليجية .. وإذا حدث أي خلاف بينها وبين دولها المجاورة إلا أن حل مثل هذا الخلاف يجب أن يتم داخل البيت الخليجي عاجلا أم آجلا .. كما حدث في ستينيات القرن الماضي عندما تدخل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في حل محاولة غزو الكويت من قبل العراق والخلاف السعودي اليمني في تلك الحقبة من خلافاتنا السياسية التي لم تنتهي حتى اليوم . وحدة المملكة أولا : وخلال أزمة الخليج التي نعيشها هذه الأيام يتضح لنا أن بعض الدول لا تريد الاستقرار داخل البيت الخليجي .. بل تريد لهذا البيت أن تزداد مشاكله ويتعكر صفو العلاقات السياسية والاجتماعية بطرق خبيثة ومدروسة من أجل عدم العمل على لم الشمل الخليجي والتقسيم إلى دويلات متناحرة أسوة بدويلات الأندلس ، ذلك الأنموذج الذي مزق الدولة العربية في ذلك الزمان قبل قرون مضت .فوحدة المملكة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هي بمثابة الخطوة الأولى التي يجب نخطوها جميعا لتحقيق هذا الهدف .. مع العمل على إبعاد تلك المؤامرات التي تريد النيل من المملكة بشتى الطرق الملتوية التي يعرفها كل أهل الخليج لتفكيكها وتقسيمها إلى دويلات .. ومتى ما كانت وحدتنا الخليجية حاضرة ، فلن يتحقق هذا السيناريو الخبيث بإذن الله تعالى ؟!! . التعامل مع الأحداث الجارية : وما من شك أن الأنباء التي تتناقلها اليوم وسائل الاتصال بأنواعها المختلفة من داخل المملكة تنبئ عن تفاقم الأحداث واشتعالها بطريقة يتم تهويلها وتضخيمها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل خاص .. وهو أمر نرفضه نهائيا .. ومطلوب التعامل مع هذه الأنباء بشيء من ضبط النفس أولا وأخذ الأمور بعدم الانسياق وراء هذه الأحداث من جهتها القاتمة .وما يحدث داخل المملكة اليوم متوقع حدوثه في أي وقت، وقد تزداد وتيرتها في الأسابيع المقبلة وربما إلى نوع من البلبلة .. ولكن الذي لا نتمناه هو استغلال ما يحدث فيها ليس من أجل زيادة الفتنة والعمل على شحن الشعب السعودي وأهل الخليج فقط والزج بهم للثورة على الأحداث دون مداراة للحقائق .. بل بإنشاد صوت العقل والتأني لمعالجة الحدث العارض ومن ثم انتظار النتائج لأن سيناريو الأحداث تديره أكثر من دولة من خارج المملكة وصولا لمجريات الأحداث التي تقع اليوم بتحقيق أجندات خارجية وبأياد عربية وأجنبية خبيثة ؟!! . ولهذا : فأنا ممن يرى بأن الأمور متى كانت تسير نحو الانزلاق نحو الفوضى تمهيدا لانفجار البركان .. فلابد هنا من التأكيد على وحدة المملكة العربية السعودي أولا ووحدة دول الخليج العربية ثانيا .. مع عدم نسيان مجلس التعاون الخليجي في مثل هذه الظروف لأن البيت الخليجي يبقى هو بيتنا الأول والأخير لتماسكنا وإنشاد الاستقرار لدول المنطقة جمعاء ؟! .كما أن أحداث المملكة في هذه الأيام تتطلب تقديم بعض التنازلات ، والتضحيات – إن صح التعبير – لإنقاذ الموقف من الانفلات الأمني والأسري ، ولانتهاء الخلاف السعودي السعودي وعدم العمل على زيادة التوتر الذي يرفضه الشارع السعودي ويرفضه كذلك كل مواطن خليجي غيور على وحدة المملكة وتماسكها حتى في أحلك الظروف ؟!! . كلمة أخيرة : يجب أن يشيع الأمن والوئام في ربوع السعودية ، الشقيقة الكبرى للجميع ، وهي أمنية كل خليجي ، يرى أن وحدتها واستقرارها هو من وحدة الخليج وتماسكه أيضا .. فمنذ تأسيس المملكة ونحن على يقين دائما بأن أمنها جزء لا يتجزأ من وحدتنا المنشودة .. فالخلافات فيما بيننا ستزول في يوم ما وتبقى الدول والشعوب بعيدا عن أية أطماع أو أحلام وردية .. ولابد هنا من الوقوف في وجه أعداء وحدتنا الخليجية طال الزمان أو قصر .. حفظ الله المملكة وكل أقطار الخليج من التشرذم والشتات ؟! .