15 سبتمبر 2025
تسجيلوتعود جامعة قطر وبشكل رسمي، وبقرار رئاسي مكتوب إلى أحضان أسرتها الدافئة بعد غياب طويل جزئي أحيانا، وكلي أحيانا أخرى، وتغييب دام لأكثر من عقد من الزمان، تغربت فيه الجامعة بلغتها وأداة تواصلها عن وطنها، ومجتمعها وأهلها وناسها مغردة خارج سربها الوطني، متغربة عن مجتمعها القطري، وحاضنتها الأهلية، مرطنة بلغة الأجنبي الأعجمي الإنجليزي، وبلكنة أمريكية تارة، وبريطانية تارة أخرى في مجالات متعددة مثل التعليم والتدريس والتدريب والإدارة، والتحدث، والمخاطبة، والمراسلة، والتواصل والاتصال الرسمي وغير الرسمي (الشخصي) عند بعض منتسبي الجامعة تفاخرا وتعاظما وكبرياء، وانسلاخا من الهوية والوطنية والقومية، وعلى المستويين الداخلي والخارجي بين أروقة الجامعة وممراتها وقاعات اجتماعاتها وغرفها الدراسية، وغيرها من مرافق الجامعة. فمرحبا بقرار رئيس الجامعة، وعودة حميدة محمودة يا جامعة قطر، وهنيئا لمنتسبي الجامعة الغيورين على لغتهم وقوميتهم وهويتهم العربية. وبهذا القرار، وهذه العودة، تبتهج الجامعة، وتنشرح صدور منتسبيها من موظفين وأعضاء هيئة تدريس وطلبة، ومن في حكمهم، وتنفرج أساريرهم، وتملأ الفرحة قلوبهم، وتضج أروقة الجامعة من ممرات وساحات ومكاتب باللقاءات الودية التقليدية وجها لوجه، والإلكترونية حيث تضج الصناديق البريدية الإلكترونية بالتهاني والتبريكات والتعليقات وردود الأفعال المعبرة عن البهجة والفرح والسرور. ولم يقتصر الأمر على الحرم الجامعي، بل تعداه ليشمل المجتمع القطري ككل حيث وصلت التعليقات إلى الجمهور القطري من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة للقرار ومهللة لنصرة اللغة العربية واعتمادها لغة رسمية للتخاطب والتواصل بين منتسبي الجامعة ومن يهمهم أمرها. ولم يأت هذا من فراغ بل مما عانى منه منتسبو الجامعة الغيوريون على لغتهم، مما شهدوا وشاهدوا وعاصروا وعاشوا وحضروا مواقف مليئة بالمغالطات والسلوكيات والتصرفات العادية في مظهرها، وغير الطبيعية والشاذة في جوهرها مثل التباهي بالتحدث باللغة الإنجليزية، والتحمس لها على حساب اللغة الأم التي أصابها الإهمال والتهميش والتجاهل والطعن في سلامتها وسلاستها وصلاحيتها للعصر والعلم والمعرفة دون وجه حق، ودون دليل ولا حجة ولا برهان، بل بظلمها، والتجني عليها، ونعتها بما ليس فيها من عيوب ونواقص. فاللغة العربية غنية بمفرداتها ومرادفاتها ومعانيها، وأنغامها وموسيقاها، وحلاوتها ورونقها، وشجونها وهمومها، وذوقها وبلاغتها، ووزنها وقافيتها، المبينة في شعرها ونثرها وأدبها، وطباقها وحناسها، ونحوها وقواعدها، وغير ذلك مما يبعث على تذوقها والاستمتاع بسماعها والتغني بها، تلك هي لغتنا الأم – اللغة العربية – لغة القران الكريم – ولغة أهل الجنة. فقد مرت الجامعة وشهدت في الفترة الأخيرة، وقبل ظهور هذا القرار سلبيات ومخالفات وأخطاء وممارسات غير محمودة، حيث أفرزت هذه الفترة تجاوزات فاقت المعقول، وقلبت الموازين، وغيرت المبادئ، وعكست الواقع وقيمه الأدبية، وظهر جيل من الطلبة لا يعجبه العجب إن لم يكن باللغة الإنجليزية، فأصبحوا بكل جرأة، ودون خجل ولا حياء ولا استحياء يدافعون عن الخطأ فيما يتعلق بصلاحية اللغة وإمكاناتها وقوتها وضعفها.