15 سبتمبر 2025
تسجيلحقيقة لا أملك روحاً تشاؤمية، ولكن أملك رؤية واقعية وأطرح على ذاتي وعلى الأصدقاء هذا السؤال المزعج لماذا وفي كل فعالية عربية نبدأ من القمة وننحدر إلى السفح؟لماذا كل الفعاليات، المهرجانات العربية تظهر على السطح ثم تختفي تدريجيا؟ قد أقول قد يكون هناك أسباب ومسببات ولكن في جل عالم المستحضر يتم المحافظة على الإرث الحضاري.فيما مضى كان لدينا مهرجان للمسرح في كل عاصمة، دمشق وبغداد والقاهرة وقرطاج وغيرها، تحوّل الأمر إلى أثر بعد عين.. دمشق وبغداد وتونس وحتى القاهرة غلف واقعه فيما أطلق عليه "الربيع العربي" وحتى بعد عودة الحياة إلى قاهرة المعز فأين نتاج المسرح التجريبي؟ وقد أخبرني الدكتور سامح مهران أن المسرح التجريبي سوف يطل برأسه مرة أخرى!!أما عن قرطاج والذي حضرته برفقة فرقة قطر المسرحية فحدث ولا حرج، شكل باهت، سيئ التنظيم من كل النواحي، والنتيجة مع الأسف كانت عكس المأمول، ومن حق الصحافة التونسية أن تصب نيران غضبها على فعالية كانت عنواناً لأبي الفنون، نعم تعددت المشاركات العربية والأجنبية ولكن وااسفاه، أين مثلاً الاهتمام بالمسرحي، هل إدراج بعض العناوين يخلق نجاحا وهميا للمهرجان؟ هناك مدن عدة عبر خريطة الوطن تقدم نتاجها المسرحي بشكل أميز، مثل مهرجان المونودراما في الفجيرة، ومهرجانات الشباب في جل المدن في المملكة العربية السعودية، في المنطقة الشرقية، في الدمام والاحساء، وفي العاصمة الرياض وفي جدة والطائف وجل هذه الأعمال ذات فكر إبداعي واهتمام جماهيري، قس على هذا فعاليات مسرحية عدة في الإمارات، بخلاف شارقة الثقافة والإبداع هناك نشاط موازٍ في كل المدن في دبي والعين وأبوظبي وغيرها من المدن الإماراتية. أما عن سلطنة عمان فالحراك المسرحي أصبح يغذي بحق كل الفنون مثل الدراما التليفزيونية والسينما على حد سواء، مع البيات الشتوي المحلي هنا إلاّ عبر نشاط بعض الشركات التي شمرت عن ساعد الجد وقدمت ومازالت تقدم أعمالا تسهم من خلاله في دفع عجلة المسرح، ولا ننسى بعض الأدوار التي يقوم بها الصديقان سالم المنصوري وطالب الدوس.والسؤال الهام، لعدة سنوات لعب الصديق سلمان المالك دوراً هاماً في إثراء الحركة، وجل المسرحيين الشباب هم من نتاج فكر سلمان المالك، ولكن أين هو الآن؟ أتمنى أن يعود مرة أخرى كي يسهم بدور تنويري في إثراء حراكنا المسرحي. مجرد سؤال؟