18 سبتمبر 2025

تسجيل

صنع في قطر "1"

07 نوفمبر 2012

بادئ ذي بدء سوف أستعير من الكاتبة عنوان هذا المقال من مقال سابق لها، والقصة أن الكاتبة أهدتني هدية جميلة، تحمل عنوان "كارت وردي" والكاتبة هي الأستاذة منيرة آل ثاني والكتاب في مجمله عبارة عن "90" مقالا رياضيا نشرت خلال الفترات السابقة في مجلة رياضية.. "كارت وردي" يختلف شكلا ومضمونا عن الكروت العقابية مثل الأصفر والأحمر، تلك الكروت التي تزين تاريخ بعض النماذج في الملاعب الرياضية. كارت وردي جولة في ربوع الرياضة، عبر لغة سلسة، وقدرة على اصطياد المواضيع ذات المضامين التي تجسد حالة من الوعي الحقيقي بقيمة الفكرة والقلم في آن واحد، ولقد تجسد الايثار عند الكاتبة عبر الإهداء الجميل والمتميز إلى رمز هذا الوطن صاحب السمو أميرنا المفدى حفظه الله، ومن هو الأقدر بالإهداء إذا لم يكن صاحب الأيادي البيضاء على الرياضة إجمالاً، كما أن الكاتبة لا تنسى بعض رموز الرياضة ممن ساهموا بدور بارز في الرياضة المحلية، سواء في قطاع الأندية مثل العربي والسد أو بعض الكيانات التي ساهمت بدورها في إبراز مكانة قطر في الرياضة العالمية مثل لجنة قطر "2022" أو بعض الأفراد من أبناء هذا الوطن أو المقيمين على ثرى هذا الوطن المعطاء مثل ماجد الخليفي، يوسف سيف أو بعض البرامج ذات الوشائج مع الجماهير مثل المجلس وقناة الدوري والكاس أو الاتحاد القطري لكرة القدم وقناة الجزيرة أو بعض الأشقاء ممن يعملون في المجال الرياضي عبر الصحافة القطرية. إن ظهور هذا الكتاب خطوة جريئة من قبل الكاتبة، ذلك أن خوض غمار هذه التجربة وعبر هذا الإطار كان فيما مضى حكراً على الرجال ومن الندرة أن نجد من يقبل التحدي أو يتمكن من طرح اسمه كمبدع، ذلك أن الواقع قد حدد مسار الأقلام النسائية عبر مقالات محددة الاتجاه سلفاً.   ولكن أن تقتحم الفتاة مثل هذه المجالات، فإن مثل هذا الأمر لا يحسب لها فقط ولكن للقلم وللرياضة القطرية والعربية إجمالاً. إذن، لم يعد الأمر حكراً على الرجال ولم يقتصر الأمر في أي اتجاه، لا على الجنس ولا على المجال، فلا فرق بين قلم المرأة أو الرجل، ولكن على الإبداع والقدرة على العطاء والتميز والتفرد، لذا فقد شاهدنا العديد من الأقلام المتميزة في مجال الشعر والقص وحتى المسرح وهذا ما يؤكد أن المرأة العربية متى ما وجدت الدعم والمساندة والتشجيع بمقدورها أن تخوض غمار كل الفنون الإبداعية. وأن تحتل مكانتها تحت شمس المعرفة وهذا تأكيد على أن العلم والمعرفة لا يقتصران على كيان واحد وأن القلم ليس حكراً على "طوال الشوارب". إن الكاتبة منيرة آل ثاني تعطي عبر قلمها مثالاً واقعياً على قدرة الفتاة القطرية على قبول التحدي وأيضاً التفرد. كما أن ما يميز قلم الكاتبة الجرأة في خوض غمار المواضيع التي تلامس الواقع الرياضي، سواء في الإطار المحلي وعبر الأندية المحلية أو عبر ملاعب العالم، وللحديث بقية.