18 سبتمبر 2025

تسجيل

الكلمة الحرة الطيبة

07 نوفمبر 2012

تحتفل صحيفة "الشرق" هذه الأيام بمرور خمسة وعشرين عاماً من " الكلمة الحرة " على صدورها وبالإنجازات والنجاحات التي تحققت، فحٌق لها أن تحتفل وترسم الابتسامة والفرح والسرور والبهجة والغبطة على الجميع باليوبيل الفضي، ولسنا هنا في مقام وإسداء الإطراء والمدح، ولكن نقول لجميع العاملين من كان فيها ومن غادرها شكرا " من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل "، ومزيداً من العطاء والتميز خدمة للوطن والمواطن بالدرجة الأولى وكذلك المقيم والأمة والإنسانية جمعاء. ولنا أن نتوقف عند هاتين الكلمتين وهما "الكلمة الحرة " وهاتان الكلمتان ذواتا شجون، وميادينهما كثيرة ومتعددة وواسعة، في الإصلاح أو الإفساد، في التقدم أو التأخر، في التنمية والبناء أو السقوط والهدم، في العطاء والارتقاء أو في المنع والتردي، في بيان الحقائق أو في تزيفها أو تميعها أو طمسها وهكذا...، وكما قال إمام وخطيب الحرم الشيخ الدكتور صالح بن حميد حفظه الله " فإن الكلمة هي عنوان العقل وترجمان النفس وبرهان الفؤاد، فالكلمة لها مكانتها، بل لها أثرها وخطرها، ومن أجل هذا فيجب أن تكون لها حريتها، كما يجب أن تضبط حريتها، فالحرية مسؤولية " ولها تبعات في الدنيا والآخرة — نسأل الله السلامة — والحرية كذلك لها حرمات. و" الكلمة الحرة " قيمة من القيم الإنسانية الحضارية التي يتطلع لها كل إنسان حر شريف يريد الخير للجميع ولوطنه وأمته، ويتحرى في كلمته الصدق والدقة والصبر على ما يقوله أو يكتبه. والكلمة الحرة الطيبة كذلك (( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ))، والكلمة الحرة الطيبة (( تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ))، فالكل يأنس بها ويرتاح لها. وليست " الكلمة الحرة " ولا نعمم في أن أعطي القلم الحرية المطلقة في أن يسيل حبره في التطاول واستخدم أسلوب التجريح والتصريح والقدح للأشخاص أو الهيئات أو الانتقاص من الآخرين، أو نشر الإشاعات، وليست " الكلمة الحرة " للشهرة والمفاخرة وأنا موجود، أو حظوظ للنفس وشهوة الكتابة أو الانتصار للنفس والذات، وتصيد الأخطاء ومواطن العثرات والزلات وكشف العورات، والتزلف والمداهنة بها، وتضييع الحقوق، (( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ))، وتصير بعد ذلك الفوضى العمياء العرجاء في "الكلمة الحرة". فـ " الكلمة الحرة " لها قيمها وضوابطها ومعاييرها وسياجها الاجتماعية، فلك فـ "الكلمة الحرة" أن تنصح وتُصلح وتهدي وتنهض وترشد وتبني بها البناء الإيجابي وتجمع وتغير وتصون وتدافع وتتفاءل بها ومعها، وتقول الحق وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بأدب واحترام. "ومضة" " وللكلمةِ قوّةُ السيف في البناء والتغييرِ والإصلاح، والعاقل من الناس لا يتكلّم إلا لحقٍّ يبيِّنه أو باطلٍ يَدحَضه أو علمٍ ينشره أو خيرٍ يذكره أو فضلٍ يشكره، وتركُ الفضول من كمالِ العقول..." وكل كلمة من هذه الكلمات لك أن تضع تحتها خطوط وخطوط.