28 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا لا نهش ولا ننش في الانتخابات الأمريكية؟

07 نوفمبر 2012

صباح هذا اليوم سنعرف الرئيس الأمريكي ومع صدور هذا العدد صباحاً سنرى إما أن يفوز الرئيس باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية وإما أن نقرأ فوز المرشح ميت رومني، وفي كلتا الحالتين فإن الوجه الأمريكي لن يتغير، خاصة بالنسبة للعرب وقضاياهم المصيرية وبالذات الصراع العربي – الإسرائيلي، لأن الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي وجهان لعملة واحدة، وصعود رئيس ديمقراطي أو جمهوري إن كان أسود أو أبيض أو حتى بلا لون، فإن هذا الرئيس لن يتمكن من تغيير الاستراتيجية الأمريكية بالنسبة لنا نحن العرب، لأن هؤلاء الرؤساء لا يمثلون أنفسهم ولا يملكون تنفيذ آرائهم وأحلامهم ورغباتهم في السياسات الخارجية بالذات، لأن مثل هذه السياسات ترسمها لوبيات عديدة وتحكمها دوائر نفوذ عملاقة وتديرها مؤسسات ضخمة ومنها شركات السلاح وشركات النفط، واللوبيات الأخرى مثل اللوبي الصهيوني.هذه المؤسسات الضخمة والعملاقة والشركات العملاقة تربطها بالوطن العربي علاقات تجارية ضخمة، خاصة المؤسسة العسكرية التي تستفيد من المال العربي المليارات، وكذلك شركات النفط العملاقة التي توجد في منطقة الخليج العربي، هذه المؤسسات أنقذت الاقتصاد الأمريكي من الإفلاس عندما تطوع النظام الرسمي العربي بشراء السلاح العسكري بمليارات الدولارات واستطاعت هذه المؤسسة توظيف ملايين الأمريكيين كذلك، وهذا ينطبق أيضا على شركات النفط، ناهيك عن الأموال العربية الموجودة في البنوك الأمريكية وهي بالمليارات أيضا.ورغم كل ذلك وجدنا في حملتي الرئيسين الديمقراطي أوباما والجمهوري رومني تجاهلت العرب وقضاياهم، بل إنهما وقفتا ضد مصالح وأحلام وقضايا العرب وانحازتا إلى عدوهم العدو الصهيوني وحاول كل مرشح كسب ود وصوت اللوبي اليهودي.البرامج الانتخابية لكلا المرشحين كان القاسم المشترك بينهما هو كسب الصوت والدعم الصهيوني، بينما لم نسمع من أي مرشح إشارة واضحة وصريحة للصوت العربي، وهذا يعود إلى أن النظام الرسمي العربي لم يستطع أن يوظف قدراته أو أنه لا يرغب بذلك في أي حملة انتخابية أمريكية وكأن هذه الانتخابات شأن أمريكي داخلي وأغلب حكامنا يعلمون أن نتائج هذه الانتخابات ستؤثر على مسار الأحداث، خاصة العربية منها في حال وحد العرب صفوفهم وأحسنوا استثمار أموالهم وشكلوا لوبياً فاعلاً كما هو حال اللوبي الصهيوني.الإدارات الأمريكية المتعاقبة هي سبب بلاء ومصائب الأمة العربية، الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني تقف هذه الإدارات مع الكيان الصهيوني وتدعمه بالمال والسلاح وبالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، ولولا هذا الدعم الأمريكي اللا محدود لهذا العدو لتغيرت الصورة تماماً وتمكن العرب من الحصول على حقوقهم وتحرير كامل ترابهم المحتل سواء في فلسطين أو الجولان أو مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وهذا الدعم الأمريكي هو الذي دفع هذا العدو إلى استمرار الاستيطان ومحاولات تهويد القدس ودفع هذا العدو إلى ممارسة هذا الإرهاب والقتل والتدمير بحق شعبنا العربي.فمتى يتحرك نظامنا الرسمي العربي ويحرك ماله ونفطه وقدراته لمصلحة قضاياه المصيرية ولماذا لا نهش ولا ننش في الانتخابات الأمريكية؟!