28 أكتوبر 2025

تسجيل

نقطة نور

07 نوفمبر 2011

نقطة نور نادتهم فلبوا، هرعوا يلبون فرحين بالنداء، حول كعبة الرحمن طافوا يلتمسون نورا، عرفوا أين تسكب العبرات، غسلوا قلوبهم قبل أبدانهم، وأرواحهم قبل عيونهم، العائدون من قلب البياض، عائدون خلقا آخر غير الذي كان، أمنيتهم سلام دائم، وسكينة لا تترك الروح، آمالهم النجاة من غواية بحر الدنيا الغريق والسلامة من كل ما يغضب الحبيب أو يبعد عنه.. كل نصب وتعب كانوا فيه كان من أجل إرضاء الحبيب الذي ربت على أوجاعهم، ورحم ضعفهم رغم كل ما كان من سواد الأعمال والأقوال، الحبيب الجميل في خاطرهم، في قلوبهم الذي قال للتائب تبت عليك.. وقال للباكي المحزون كفكف الدمع فقد قبلتك، وقال للمكروب هون عليك آن للكروب أن تذوب، وقال للمحروم ولسوف يعطيك ربك فترضى، وقال لدعوة المظلوم وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، وقال للفقير غناك غدا في قلبك، وقال للمريض كل ما يصيبك في ميزانك عندي وأجرك جزيل، وقال للصابر ولسوف يوفى الصابرون أجرهم، وقال للعائذ به استغاث عبدي فله الأمان، كل الذين لبوا نداء الحبيب رفعوا له رجوات كثيرة بصلاح الدنيا والآخرة وحسن الخواتيم، وكلهم وعدهم الرحمن بالرحمة والعفو والمغفرة ان ثبتوا على التوبة التي غسلتهم، إذن العائدون المغسولون من ذنوبهم في اختبار شديد اسمه الثبات على العهد والوعد، وياله من اختبار، فالدنيا حلوة خضرة لها فتنتها ولها جنودها وأبالستها من الجن والإنس، وما أصعب شياطين الإنس الذين يزينون المناكر بل ويلحون في تضييع الذين من الله عليهم ورحمهم بطاعته، عاد العائدون العابدون التائبون لكن الدنيا وغوايتها في انتظارهم لن تتركهم لحالهم، لن تتركهم في جنة السكينة التي ذاقوا طعمها وعرفوها، ستركض خلفهم، ستزين لهم، ستجرهم لفتن لن يصمد أمامها إلا صاحب توبة صادقة، ويقول العائدون الخائفون على كنز السكينة، على كنز الانتقال من ذل المعصية إلى عز الطاعة كيف النجاة وسألوا العارفين فقالوا لهم لا تخافوا الفتنة والردة ما دامت قلوبكم مطمئنة، لن تهزمكم الفتن ما دمتم عثرتم على يقينكم، قولوا أعوذ بالله أن نكون من الجاهلين، تمسكوا بالنور الذي غمركم، ورضا الرحمن الذي غسلكم ودائما قولوا ربنا افرغ علينا صبرا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، قولوا ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، وقولوا اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت. اللهم إني أسألك عيشة نقية وميتة سوية، ومردا غير مخز ولا فاضح، وقولوا اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم. ثبت الله الجميع وكتب لهم السلامة من كل شر، وعافاهم وعفا عنهم، وجمعهم جميعا في مستقر رحمته .. آمين. * طبقات فوق الهمس: نقطة نور التي في القلب يمكن أن تتسع لتشمل الكون ولن يكون ذلك إلا بأن يكون الإنسان إنساناً حقيقياً.