14 سبتمبر 2025

تسجيل

فِطرة الله ومآلات التطور البشري

07 أكتوبر 2023

فَطر الله الإنسان على كل ما هو جميل وكل ما هو طيب وكل ما هو بريء، ومع تطور الإنسانية وتطور أساليب الحياة وآليات التعايش وظهور مفهوم الحضاره البشرية رأى بعض علماء الأنثربولوجيا أن أول مظاهر الحضارة البشرية واقعة إنسانية بحتة وهي وجود هيكل بشري بهِ كسر في إحدى قدميه وقدم تم علاج هذا الكسر، لم يكن اختراع النار ولم يكن انتقال الإنسان من العيش على الأشجار إلى حياة الكهوف وحتى لم يكن اختراع الزراعة، فقط إنسان رأى إنسانا مصابا بكسر في إحدى قدميه فلم يتركهُ فريسة للوحوش المفترسة ولم يفترسه هو بل عالجهُ واهتم بأمره واصطاد طعامه وطعامه وقام النهار على رعايته وسهر الليل على حمايته حتى شفي واستعاد عافيته، ثم جاء أنبياء الله ورسله حاملين رسائل الله للبشر وجميع الأديان مُكملة لبعضها البعض وجميعها كانت مبادئها وقيمها واحدة ومحاورها الحق والخير والجمال وختم الله تعالى رسائله بالرسالة الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبارك وقد قال سيدنا وحبيبنا ونبينا (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق) فأين نحنُ الآن مما بُعث بهِ رسولنا الكريم؟! ففي حياتنا اليومية قلما نجد من يتعامل بالمبادئ الحسنة والقيم الطيبة والأخلاق السمحة حتى قاربت بعض الثقافات على الاختفاء والاندثار، أين ذهبت ثقافة الاعتذار؟؟ أين ذهبت ثقافة الإيثار؟؟ أين ذهبت ثقافة الشكر؟؟ أين ذهبت ثقافة الرحمة؟؟ أين ذهبت ثقافة المودة؟؟ أين ذهبت ثقافة الحكمة؟؟ أين ذهبت ثقافة الموعظة الحسنة؟؟ أين ذهبت ثقافة محبة الخير؟؟ أين ذهبت ثقافة عف اللسان؟؟ أين ذهبت ثقافة غض البصر؟؟ أين ذهبت ثقافة غلق الأذن؟؟ أين ذهبت ثقافة كف الأذى؟؟ أين ذهبت ثقافة مساعدة الغير؟؟ للأسف الشديد مع التطور البشري الهائل اختفت تلك الأخلاقيات والثقافات وحَل محلها ما نراه الآن في رِدة عن فطرة الله وعودة إلى جاهلية ما قبل الإسلام يأكل فيها القوي الضعيف ويحتال فيها اللئيم على الكريم ولا سبيل نسلكهُ ولا نجاة لنا إن لم نُرب أبناءنا على ما تربينا عليه وعلمنا إياه آباؤنا الذين لم يمتلكوا من الدنيا سوى دينهم والدين أعطاهم كل ما احتاجوه أعطاهم الخير والحق، أعطاهم الشرف والأمانة، أعطاهم الشجاعة وعزة النفس.