11 سبتمبر 2025
تسجيليوم نحتفل فيه بالمعلّم ليس يوماً عادياً، فالمعلمون يحملون الرسالة الأخطر والأكثر نبلاً على الإطلاق، بين أيديهم المباركة يكمن الأمل في مستقبل الجيل، وبقدر صبرهم تتّسع الأرض. المعلمون هم نخبة البشر، يحقّ لكل معلمّ ومعلمة في هذا الاحتفال المبارك أن يمتلئ فخراً بحمل هذه الأمانة العظيمة التي لا تليق إلا بعظيم. كما أودّ الإشارة إلى أن جميعكن معلمات في هذا الصرح مهما اختلف التوصيف الوظيفي، كل من يعمل بين جدران المدرسة يساهم في تعليم الطلاب بشكل أو بآخر. لن أشكركم اليوم على الأشياء الكثيرة التي قمتم بها، فأنتم تعرفونها والله يعرفها. ولكن أرغب اليوم في شكركم على الأشياء التي لم تحدث.. شكراً على كل دمعة لم تسقط من عين طالب لأن معلمته لم تسمح لليأس أن يتسلل إلى روحه حين لم يتمكن من حل مسألة ما.. شكراً على دموعٍ لم تسقط. شكراً على كل فراق لم يحدث بين صديقين لأنهما تعلّما قيمة الصداقة حين أصلحت المعّلمة بينهما في أول شجار.. شكراً على العداوات التي لم تحدث. شكراً على كل مجرم لم يرتكب الجريمة ولم يقضِ بقية عمره في السجن، لأنّ الله سخّر له معلماً يقتدي به في الوقت الذي لم يتوفر له ذلك في البيت.. شكراً على أحرار كادوا أن يسجنوا، لكنهم عمّروا الأرض. شكراً على عصاة ملأوا المساجد، شكراً على مدمنين لم يجربوا سيجارة واحدة في حياتهم، شكراً على كل الأحداث المؤسفة التي قدّر الله أنها بسببكم أنتم.. لن تحدث. شكراً على كل السيناريوهات المرعبة التي تصدّى لحدوثها معلّمٌ مخلص دون أن يعلم.. ولكن الله يعلم. كان العالم ليكون موحشاً دون معلّمي الناس الخير، لو ساد الجهل باختفائهم لاختفى العالم الذي نعرفه. أختم كلمتي بحديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلّون على معلّم الناس الخير).