15 سبتمبر 2025

تسجيل

علمتني الانتخابات

07 أكتوبر 2021

الثاني من أكتوبر من العام 2021 كان يوماً مميزاً في تاريخ دولة قطر-حفظها الله-، وأنا هنا في هذه السطور لا أدخل في قلوب الناس، ولكن هو الواقع المشاهد والملاحظ خلال فترة الانتخابات، وقد أكون محقاً وقد أكون مخطئاً،-ارجو التصحيح إن وجد غير ذلك- وما هي إلا دروس فيها الكثير من الوقفات والتأملات، ولكن ومع ذلك كله علمتني الانتخابات الشيء الكثير كناخب. علّمتني الانتخابات... أن أكون حراً في اختيار من أرشحه لهذا المقعد بمجلس الشورى، ولا أحد يمكن أن يفرض عليّ رأيه. علّمتني الانتخابات... أن اختار الأصلح مهما كان، والاعتبارات العائلية وزيارات المجالس أو المصالح ليس لها مكان. علّمتني الانتخابات... أن هناك مرشحا فائزا ومرشحا خاسرا، وعلى كل خاسر أن يتقبل هذه الخسارة بصدر واسع، وراحة بال، فهذا هو الوعي الانتخابي الإيجابي!. علّمتني الانتخابات... أن هناك ناخبين ينظرون إلى بعض المرشحين ماذا عندهم من مال وتجارة، حتى أنني سمعت من بعض الناخبين يقول لمرشح ما في إحدى الدوائر الانتخابية: ماذا عندك من مال وتجارة وعقارات؟!. أبهذا يقاس الرجال؟ّ!. نعيش في زمن الماديات. علّمتني الانتخابات... يعطيك من طرف اللسان حلاوة!. علّمتني الانتخابات... كيف يفكر البعض في تشويه سمعة الآخرين بطريقة أو بأخرى من غير أن يشعروا، أهذه مروءة الرجال؟!. علّمتني الانتخابات... قال أحدهم إن بعض الدوائر الانتخابية محسومة لبعض العوائل وقال لي سترى سواءً في هذه الانتخابات أو في الانتخابات القادمة. فرددت عليه هذا ليس بصحيح، فقال لي إذا أمد الله في أعمارنا فستذكر ما قلته لك. علّمتني الانتخابات... أن الوعي الانتخابي هو أن يجرد الناخب والمرشح من أية حظوظ دنيوية أو مصالح متبادلة، فإذا كان العكس فهذا ليس وعيا انتخابيا وإنما هو مزاج انتخابي ومصلحة انتخابية، وأعطني وأعطيك!. علّمتني الانتخابات... أن القيم لا مكان لها في الانتخابات بل لا يُعطى لها بال-إلا ما رحم الله-. علّمتني الانتخابات... أن الناس معادن، وعندها تعرف قبل وبعد هذه المعادن الثمينة من غيرها!. علّمتني الانتخابات... أن الانتخابات حكاية لها فصول وكل يؤدي دوره فيها، وأهم ما في هذه الحكاية أنه لا يموت البطل!. علّمتني الانتخابات... أنه ليس هناك صديق ولا قريب فيها، وإنما المصالح تقدّم على كل شيء. علّمتني الانتخابات... أن فيها مباهج ومساحات لمن أحسن ويُحسن إدارتها والتعامل معها قبل وبعد. علمتني الانتخابات... وذكّرتني بقاعدة نبوية وقيمة تصلح للناخب والمرشح "وخالق الناس بخُلُقٍ حَسَنٍ"، فلا تجعل أي كرسي يُنسيك هذه القاعدة في تعاملاتك مع الآخرين. ومن لا يُحسن هذه القاعدة فلا مفروح له في قادم الأيام وإنما هو السقوط!. "ومضة" الفرح قيمة جميلة، فكم فيها من الجمال والراحة!. والفرح الحقيقي هو ما تقدمه من مبادرات وإنجازات للوطن والمواطن والمجتمع وأنت على مقعد في مجلس الشورى، فعيون الذين انتخبوك شاخصة عليك، فكن أنت كما وعدت احفظ ولا تضيع!. قال الله تعالى((وأوفوا بالعهدِ إنّ العهدَ كانَ مسئولاّ)). إنها لمسؤولية!.