10 سبتمبر 2025

تسجيل

ورحل صباح العرب

07 أكتوبر 2020

الآن جاء دور كل الأقلام الشريفة أن تكتب عن الراحل الكبير، عن الشيخ صباح الأمة وإشراقتها، القائد الرمز الذي حمل فوق كاهله منذ سنوات هموم الأمة، كان نعم القائد الحكيم، وكان نعم الزعيم الذي تميز بحرصه على توحيد كلمة الأمة العربية والإسلامية، نعم إنه حكيم العرب وهل هناك من تميز بالحكمة وبعد النظر سواه. عاش من أجل القضايا الكبرى وفي أحلك الظروف كانت الابتسامة لا تغيب عن محياه.. لماذا؟، لأن هذا الراحل الكبير له من اسمه الشيء الكثير.. صباح.. إشراقة الأمة. حتى في أصعب المواقف، تلك المواقف التي تهّد الجبال الراسيات، ولكن عبر دبلوماسيته وقراءته للواقع وصل بسفينة الوطن إلى برّ الأمان، كان يملك من الحكمة وبعد النظر والقدرة على التحدي أن يواجه الحياة بإرادة لا تلين. من هنا فالتاريخ يسجل بأحرف من نور مواقفه، موقف الرمز ومن ثم القدوة والإصرار والعزيمة وبعد النظر، وبعد هذا الحلم وقراءة المستقبل، كان همه الأول رأب الصدع، لذا لم يفقد يوماً إيمانه بأن هذه الأمة سوف تقوم وتواجه التحديات وتعيد كتابة صفحات المجد مرة أخرى. كان الراحل العظيم في كل موقف حمامة السلام، كان يملك من القوة وبعد النظر أن يقف مع الحق عندما اكتشف أن هناك من يمارس غواية الطفولة والمراهقة، كان الناصح الأمين، نصيحة الأب والزعيم والقائد والحكيم، وكان يكتم حزنه الدفين وهو يرى أن الحلم القديم يحاول البعض أن يبدده دون وعي تلك العقول الجاهلة بمصير الأمة، كان يشعر بالأسى والحزن أن الأمة قد أعادت لعبة قديمة، مورست ذات يوم في إسبانيا وأن الآخر مع الأسف لم يقرأ سطراً من تاريخ عصر مضى وانقضى، والمؤسف أن الآخر عبر لعبة طفولية لم يقرأ سطراً من كتاب التاريخ وإن قرأ سطراً واحداً فلم يفهم المغزى.. ولا يفقهون ما آل إليه واقع العرب هناك! كانوا بحق صورة من الصم، البكم، العمي. نعم رحل حكيم العرب، الرمز والقدوة، بعد أن سجل في حاضرة العرب كل هذه الصفحات، مواقف إنسانية ومواقف أخلاقية تعتبر بحق دروساً في كيفية إدارة الحكم، ذلك أن من مآثره أنه كان مواطناً عربياً مسلماً، كان إيمانه بجغرافية المكان جزءاً من حلمه الكبير، وإيمانه الأكبر كان يرتبط بوشائج الأخوة وروابط الدم والدين والعادات والتقاليد، وقبل هذا لغة الضاد. ومع قدرته على التحدي والصمود، فقد ألقى خلف ظهره مواقف عدة، ذلك أن الحياة بمعناها الشمولي أن يجتاز الإنسان كل المعوقات، ذات يوم انطلق الجار مغلفاً بحلم خادع ودون إدراك لعواقب الأمور ومع هذا فقد حمل جرح الوطن منذ اللحظة الأولى حتى لحظة التحرير، الآن برحيل هذا الرمز الكبير صباح العرب، الرمز الذي كان يطفئ كل الحرائق، فهل يكون للأمة صباح؟ نعم سيكون من يحمل الرسالة ويمشي على هداه وسوف يسهم في نقلة نوعية، لأن الراحل قد رسم ملامح كل المراحل، سيكون الخلف مكملاً لرسالة السلف، قراءة للواقع ولدروس التاريخ، سيكون نبراساً للحق، نعم حق الأمة وقضايا الأمة، وسيكون مكملاً لمنهج القائد الراحل الذي أكسب شعب الخليج احترام العالم بأسره. نعم رحل سيد الدبلوماسية ولكن نهجه باق، لذا فهو باق في ضميرنا الجمعي وسيظل حياً في وجداننا في قطر، نعم مصابنا برحيله مواز لمصاب أشقائنا في الكويت والأمة، ولكن ما يخفف عنا لوعة الفراق نهجه وبعد نظره وإيمانه بعروبته. نعم رحل رجل النجدة، ورجل الحكمة وبعد النظر والإيمان بأن هذا الوطن سوف يصحو قريباً من غفلته من الماء إلى الماء، لذا نقول يا صباح الأمة وإشراقتها نم قرير العين، فقد كفيت ووفيت وقدمت لأمتك ما هو فوق طاقة البشر. أيها الراحل العظيم: لك الرحمة والمغفرة، وللأمة بأسرها الصبر والسلوان، نعم فقدنا برحيلك العضيد.. ونبراساً للحكمة والاعتدال والتواضع وقامة كبيرة للعمل الإنساني وشخصية استثنائية، ولكن تركت إرثاً خالداً، ومواقف مشرفة عبر خريطة العالم، حتى تحولت إلى أمير السلام بحق. [email protected]