11 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كنت قد زرت القاهرة وهي تستعد لدخول العيد ستعرف وحدك الفرق المذهل بين حال قاهرة الأمس، وقاهرة اليوم، كل شيء تغير، الخطوات متثاقلة، البهجة التي كانت تسكن الشوارع مهاجرة، لا صوت لصخب الناس وضجيجهم، الشجر، المساحات الواسعة التي تسكن الطريق الزراعي ماتت فيها البهجة التي كانت تجعل الواحد يتنفس براحة وربما استعذب اللحن البعيد.. محلاها عيشة الفلاح متهني قلبه ومرتاح؟ كأن الشوارع تئن بشيء يوجعها تستطيع الروح لمسه، كأن عيون الناس سارحة إلى بعيد دون هدف، كركرة الضحكة من القلب مغتالة، البعض يكلم نفسه وحيداً في سيارته! قسمات النيل الجميل كأنها على وشك البكاء، دمعة على أطراف الجفون لا تذرفها العيون بل هي واقفة مكانها تشهر حزنها العظيم دون كلمات! بشر ينظرون إليك لكنهم لا يرونك، ويكلمونك لكنهم يقصدون غيرك! ألم دفين يقدم نفسه للعابرين رغم أنه في الحنايا لا يكاد يبين، إنه الحزن إذن الذي خطف سرور القلوب الموجوعة بالفقد، وما أمرَّ فقد الأحبة! أو تعرفون ماذا يعني أن تفقد العين حبيبها؟ إنه جحيم العذاب الذي لا يعرفه إلا من اكتوى بناره. رحم الله الذين ذهبوا في جلالهم وأدعوه بكل اسم هو له أن يرأف بالعيون الدامعة، والقلوب المكلومة، وأن يمسح عن وجه المحروسة كل دمعة حزن. * * * طبقات فوق الهمس * ربما يكون عيدك سعيداً، لكن هل يعرف سعادة العيد المذبوح من الوريد إلى الوريد؟ * بؤس الحفاة العراة من أطفال العرب بالمخيمات يورث غصة لا تبرح القلب بينما نشتري أطناناً من الملابس لنسعد بها أطفالنا وأحفادنا. * على قارعة الطريق جلست أتسول فرحة لأرواحهم المتعبة بفقد أب أو أم لكن لعبتي ما عادت تبهج أطفالاً كبروا قبل الأوان وعرفوا أن البندقية هي شرف القضية. * مائة حافلة تلف نيويورك صباح مساء وعليها إعلان مناهض للإسلام مشفوعاً بصورة (جيمس فولي) الذي ذبح بيد متشددي الدولة الإسلامية! أرأيتم كيف يتم توظيف الإساءة فورا لجلب النقمة على الإسلام والمسلمين؟ سؤال: هل فكر الإعلام العربي في شرح عذابات المشردين، وذبح الفلسطينيين من أطفال، ونساء، وشيوخ، منذ 48 وحتى الآن بما في ذلك وحشية بقر بطون الحوامل؟ هل فكر؟ أم أن قضية العرب (الأخيرة) لا تهم إلا المعترين الفلسطينيين؟ * نقول لبعضنا بعضاً عساكم من عواده.. وعسى لا تقرير فيها إنما رجاء هل فكر أحدنا لو أنه لم يكن فعلا من عواده وكم مطلوب منه لحقوق العباد. * * * كلمات لها معنى * قالت تسارعت دقات قلبي، وارتج كياني وأنا اسمع القارئ يقول (لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون، أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) أحسست بأن في الآيات وعيدا شديدا مخيفا أما أنا فقد وصلتني الكلمات مبشرة إذ فيها كشف للمتآمرين، ولمن يريد بالناس سوءاً إذ سرهم ونجواهم مكشوف مفضوح رغم حبكه ما اتفقوا عليه وتناقلوه همسا في غفلة من الطيبين ويا غافل لك الله. * كثيراً ما يختبر الله صبرنا بأحط الناس خلقاً، وأسلط الناس لساناً، وأشد الناس حسداً، وأفظع الناس لؤماً ليرى إلى أي حد سنكظم غيظنا! وبشر الصابرين. * جرب أن تكون منصفا فتسمع مظلوما، أو تنصر ضعيفا، أو تدافع عن مغبون، جرب لتتأكد أن كثيرين سيلومونك، ويعاتبونك، وربما سمعت ما لا يرضيك، لا تعجب فهذا جزاء من غرد خارج سرب الظلم الفادح! * كل يوم يتأكد أن صاحب كل نعمة محسود، ليس مهما أن يكون لديك مال وفير، أو منصب كبير، أو ثروة (بيل جيتس) قد يكون الحسد على جمال خلقة وخلق، أو حب الناس، أو ثقة الناس، أو على توفيق لم يحظ به سواك، أو على قدرتك على البذل والعطاء. * سيظل التقييم بعد التعامل من ناس الكوكب ملخصا في أن في الدنيا (ناس تنباس، وناس تنداس، وناس تنشال على الراس). * البعض كالاسفنجة يمتص منافعه، ومصالحه من أخيه أو صديقه حتى الثمالة شعاره الأبدي الاستغلال، وهات! مفيش خد أبداً؟ * * * إلى حماية المستهلك * في عيد الأضحى تهوي عادة أسعار الأسماك إلى أدنى مستوى، لكن هذا لم يعد يحدث، فإلى متى ستظل أسعار السمك نار ومجرد أكلة سمك لأسرة محدودة الدخل تحتاج عمل جمعية؟ من المسؤول يا حماية المستهلك عن الأسعار النار، مين؟ * تقول جارتي إن سعر الخضراوات الورقية (الشبت) قد وصل في العيد (ثلاثين) ريالاً يعني ضعفي ثمن كيلو اللحم الاسترالي! معقولة يا حماية المستهلك؟ * مطلوب مراجعة رسوم ألعاب الأطفال في المولات، فالأمر أصبح فوق احتمال أسر كثيرة محدودة الدخل. * * * آخر الكلام إن كنت شجرة مثمرة إياك أن تشكو من الضرب بالحجارة، وانظر إلى الشجرة العجفاء هل يطالعها أحد؟