13 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا الربيع العربي وإلى أين؟

07 أكتوبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذا سؤالٌ تبحث "الشرق" عن إجابةٍ له في كتابات وطروحات المثقفين والمفكرين والكتاب العرب وغيرهم، على أمل أن يوصل تراكمُ هذه الآراء القارئ العربي إلى تشكيل رؤيةٍ أقرب للصواب لهذا السؤال الكبير. لماذا الربيع العربي وإلى أين؟ "أنا منحازٌ للحرية أبدًا. وهي شرطٌ لكل ما هو صحيح وضروري في الاجتماع البشري. لا شيء حقيقي من دون حرية، حين تغيب الحرية يسود: التمويه، التضليل، الحيلة، الدجل، النفاق، الإزدواجية، ومختلف أنماط التشوهات النفسية والأخلاقية والسلوكية.. لا يمكن شفاء مجتمعاتنا من عاهاتها، وخروجها من نفق التخلف، ومأزقها الحضاري إلا بعد توافر الحرية. السلطات الشمولية في البلدان العربية تسوّغ فاشيتها بتخويفنا من الإرهابيين، والسلفيين، وجميع أعداء الحرية، بل أحيانا ترعى وتدرّب وتموّل وتوجّه أجنحة خاصة بها من تلك الجماعات، بغية نفورنا من المستقبل، واخضاعنا طوعية لعبوديتها، عبر استخدام خطاب سياسي، يشي بسد الذرائع، وتقديم الفاسد على الأفسد، حسب منطق "التزاحم" في أصول الفقه. لا أخافُ من أي مسعى لاسترداد كرامتنا المستباحة، وحريتنا المغدورة. الربيع العربي صرخة كرامة وحرية عميقة، تفجّرت بعد عشرات السنين من الفتك والدم المسفوح في أقبية زنزانات الأنظمة العربية. عشت سنوات شبابي في معاناة مريرة مع حزب البعث في العراق، خضعت مثل غيري من مواطنيّ إلى أساليب شنيعة من إهدار الكرامة، بذرائع وخدع ماكرة، يلخصها شعار حزب البعث الصاخب، منذ 1968: "كل شيء من أجل المعركة". ورّطنا صدام وحزبه بمعارك وحروب مهولة، لم تكن أية واحدة منها تجسيدا للشعار الخدعة. أتت تلك الحروب على كل شيء في وطني، من دون أن نتوجه إلى المعركة الموعودة / الذريعة: في فلسطين. مهما تكن المآلات والنتائج أرى نورًا تضيئه شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام". أتفهم جيدًا أن الحرية أثمنُ ما يمكن أن يظفر به الإنسان، فلا يمكن أن توهب الحرية للشعوب بلا أوجاع وآلام. لذلك؛ فسيواجهنا بعد سقوط الحكام المزيد من العواصف والاختلالات والاضطرابات السياسية والمجتمعية، كل ذلك نتيجة لعشرات السنين من سلطة حزبٍ واحد، ورأيٍ واحد، وشعارٍ واحد، ورجلٍ واحد كرّس كافة ثروات البلد وموارده في إنتاج ثقافة منقوعة بالنزعات التعصبية، ومناهج تربية وتعليم تدجّن المواطن على قبول العبودية الطوعية، وتُرسّخ نفسية العبيد في المجتمع". د. عبد الجبار الرفاعي. من لقاء في (مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث).