08 أكتوبر 2025

تسجيل

يا أوباما.. لا بالكيماوي وحده.. بل بالجوع!

07 أكتوبر 2013

بعيدا عن الشؤون السياسية والعسكرية وألاعيبها في حلبة الصراع التاريخي اليوم في سورية. وبعيدا عن موقف أمريكا من الكيماوي واستعماله، وفي هذه الآونة بالذات مع العلم وللذكرى فقط كيف كانت "اليانا روس ليتن" رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأمريكي قد تقدمت بمشروع قانون تحرير سورية ولبنان وصادقت عليه اللجنة ونشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، منوهة أنه حدث في الدورة الأولى للكونغرس بقانون رقم 1141 بمجلس النواب لتقوية العقوبات ضد سورية، لأنها تهدد الأمن القومي لأمريكا وذلك بسبب برامج الأسلحة الكيماوية، وتضييقها في حقوق الإنسان وانتهاك سيادة لبنان باحتلالها إياه وكل ذلك في زمن حافظ الأسد، مدعية أنها تود إعادة حكومة ديمقراطية حرة منتخبة في سورية كما في كتاب أوهام مشروع الشرق الأوسط الكبير للدكتور محمد أحمد النابلسي من ص 207، مما يجعلنا نقول ما أشبه الليلة بالبارحة، فهذا موقف أوباما من القضية السورية وألاعيبه فيها واتخاذ الكيماوي تكأة له والاتفاق مع الروس الذين أمروا بشار بعد الاتفاق مع أمريكا أن يعترف بالكيماوي الذي تعرفه من زمن بعيد ويكون ذلك ثمنا لبقائه في الكرسي وترشيحه جديدا أو تمديد مدته بحجة المدة التي تتطلبها إزالة الكيماوي وتدميره، ولأن هذا صحيح لا كما ردت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية وأن فكرة الترشح مهينة. فهذا دأبهم وغالبا إذا نفوا شيئا أثبتوه ويبقى الشعب السوري الذبيح هو الضحية، فإننا نتوقع ما هو الأسوأ.... نعم بعيدا عن كل ذلك فإن الإجرام الأشنع والأفظع هو أن يترك هؤلاء القوم نهبا لأمريكا والمجتمع الدولي يسومونهم سوء العذاب، خصوصا القتل بما هو غير الكيماوي من ذبح بالسكاكين كما حدث أمس في حمص وقصف بالصواريخ وتدمير البيوت والمقدسات على أهلها ومرتاديها والموت الممنهج بالجوع الذي أخذ يضرب الكثير من العوائل. ولك ألا تنسى معظمية الشام في ريف دمشق، حيث مات العشرات من النساء والأطفال جوعا لمنع النظام الوحشي إيصال الطعام إليهم، حيث يسقط الجائعون وسط الركام من فرط المسغبة، إذ لم يتيسر لهم حتى الماء ليموتوا جوعا وعطشا فيسلّم عليهم التراب المعجون بالدماء ويودعهم ثم يضمهم فيه أحبة في سبيل الله. ويسأل هذا التراب ومازال أين أخوة العروبة والإسلام، خصوصا ممن بوأهم الله حكم بلاد العرب والمسلمين. أين مشاعركم الحقة وادعاءاتكم نصرة الحق والخير وإغاثة الملهوف. إننا لنعجب أشد العجب حين نتذكر كيف كان الناس في الجاهلية يغيثون الملهوفين وينصرون المظلومين كما كان الحال في حلف الفضول لرد الظالم وإنصاف المظلوم. فهل غدت جاهلية القرن الواحد العشرين أشد من الجاهلية الأولى التي نذمها دائما. كم سيسأل الله معظمكم الذين لو أنشأوا صندوقا عربيا إسلاميا لنصر إخوانهم في الشام وإغاثتهم وإنقاذهم من الموت جوعا وخوفا وقهرا لتغير حالهم وأشد العجب كيف ترون الجزار بشار وسيدته إيران وروسيا وكلهم على تعاون في جميع المجالات على الباطل وأنتم لا تفعلون شيئا ذا بال للبائسين، أتخشون من أمريكا والغرب، فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين، لقد استطاعت امرأة موظفة وهي عائدة إلى معظمية الشام أن تخبئ في ثيابها شيئا من الخبز ولما وزعته وقصت القصة على الجائعين تسرب الخبر إلى أزلام الأسد فاعتقلوها ولا يزال مصيرها مجهولا. نعمت هذه المرأة المجاهدة كي تسد الجوع عن أخواتها وأبنائهن، فهل من إعادة نظر لمن يبخل بالدعم الخيري وهو قادر عليه، إننا إذ نثمن معونة بعض الجماهير في الخليج وبعض البلاد العربية والإسلامية ولكنه نزر يسير ويسير أمام أكثر من تسعة ملايين نازح ومشرد في داخل سورية وخارجها. حتى أساسيات الحاجات لم تعد تتوفر ولا بد من قرار عربي وإسلامي بالضغط الحقيقي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الضحايا وتكسير كل حاجز يحول دون ذلك، وهل يعرف الرجال إن كنتم كذلك إلا في الأزمات. وبالمناسبة فإن ما يسمع من المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة وبعض المراكز العالمية فإنها تصل إلى الحكومة السورية ولا توزع إلا على الظالمين وشبيحة الأسد وينهب أكثرها ولا يصل إلى المحتاجين أندر النادر منها. أين المحاسبة في حالات الحرب الأهلية في القانون الدولي حتى على منع المعونات الإنسانية وعدم السماح بممرات آمنة للإغاثة إلى الشعب المنكوب. أهذه هي روسيا التي تخيفكم بمعارضتها لقرار أممي في مجلس الأمن أو حقوق الإنسان من ذلك أم الأكثرون متفقون معها لتجويع البؤساء وإهلاكهم، أما أنتم أيها الصابرون على أرض الرباط والجهاد في سورية الجريحة من شيوخ ونساء وأطفال رغم الجوع والخوف وأنتم أيها المشدون الذين لا تجدون مأوى يقيكم الحر والبرد ولو من خيام مهلهلة، فلكم الله ولكم بعض خيار المسلمين وكل إنسان حر ولو لم يكن مسلما. مرح لكم على بؤسكم وأنتم راضون بقدر الله وقدر رأيتكم كذلك والله في الداخل والمهجر فعجبت من تصميمكم وعدم جزعكم رغم الشدائد ومازال يرن في أذني قول أحدكم وهو ينقل عن ابن القيم رحمه الله في الشدائد فوائد وإنما يجرب العبد الصالح بالبلاء كما يجرب الذهب بالنار، أي والله هذه هي من بعض تكاليف الإيمان ومن كان زاده منها كذلك فلن يخسر أبداً وإنما يقاس ميزان الخسارة في الدنيا فقط واظفروا بنصيب الصابرين (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة: 154-155- 156، لا أمريكا المخادعة ولا معظم دول العرب والمسلمين الذين لم ينصر معظم حكامها إلا دول الظلم والظلام سياسيا واقتصاديا من أعدائنا أو أبناء جلدتنا كالانقلابيين في مصر الذين مدهم هؤلاء بالمليارات لدعم الباطل وأهله وضنوا على أهل الحق حتى بأقل القليل وذاك شقاء العقل الناقص والقلب الميت.