14 سبتمبر 2025

تسجيل

وزير التعليم وقسم التربية الخاصة والحمادي (2 — 2)

07 أكتوبر 2013

فى المقالة السابقة تحدثت عن جهود سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم وحرص سعادته على تحقيق التطوير الشامل بمختلف الأقسام والإدارات وحرصه الشديد من واقع خطط وبرامج إستراتيجية على الارتقاء بمستوى جودة التعليم وتخريج أجيال على قدر كبير من الوعي والثقافة والعلم بما يتماشى مع تحقيق رؤية قطر 2030، متمنياً لسعادته التأكيد طوال فترة توليه مسئولية الوزارة على أنه كان جديراً باختيار صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومعالي رئيس مجلس الوزراء " حفظهما الله " لبلادنا، وتمنيت على سعادة الوزير البحث فى أمر إعادة قسم التربية الخاصة إلى الحياة من جديد لما فيه من إيجابيات عديدة يحتاج إليها طلبة المدارس من أبنائنا أصحاب الإعاقات المختلفة (تخاطبي — نفسي — صعوبة تعلم) وتحدثت عن الكفاءات التي كانت تعمل فى هذا القسم ودورها فى دعم أبنائنا، واختتمت مقالتي بالحديث عن أحد رواد التربية الخاصة فى قطر وهو الأستاذ الكبير عارف علي عبد الله الحمادي، رئيس توجيه التربية الخاصة الذي نتحدث عنه فى هذا المقال فى إيجاز بسيط ونؤكد أنه يستحق صفحات للتحدث عن تاريخه المشرف فى هذا المجال الإنساني والتعليمي. لقد كان الأخ والصديق والزميل عارف الحمادى أحد مؤسسي قسم التربية الخاصة، وشارك فى بناء هذا القسم برفقة زملاء مخلصين من أبناء الوطن، وبذلوا جميعاً الجهد وأعطوا الكثير من الفكر لخدمة الطلاب المستهدفين من وجود قسم التربية الخاصة، ويرى البعض أن الطلاب أصحاب الإعاقات عاشوا عصراً ذهبياً فى ظل وجود هذا القسم البناء والمعطاء، ووفق المعلومات المتاحة فإن الحمادى ورفقاء وزملاء العمل شاركوا فى تأهيل جيل من الباحثات بلغ عددهن تقريباً (45) باحثة فى تخصصات (تخاطبي — نفسي — صعوبة تعلم) وكان يتم متابعتهن من قبل موجهات التربية الخاصة من ذوات الخبرات الممتازة والكوادر المتميزة الراغبة في العمل والاستمرار في هذا المجال الإنساني والتخصصي. لقد ضاعت هذه الخبرات بعد إلغاء قسم التربية الخاصة وخسر الجميع جهود هذا القسم بمن فيه من موظفين وموظفات وكفاءات، وتم تحويل وتوزيع هؤلاء إلى عدة جهات بهيئة التعليم، ليحتار من يومها أولياء الأمور ممن كانوا يثقون فى وجود من يعاون أبناءهم بالمدارس، من هنا نطرح بعض التساؤلات لماذا التراجع بعد أن وصلنا إلى درجة عالية فى خدمة هذه الفئة الضعيفة؟ ولماذا الاستغناء عن كوادر هذا القسم بكل فئاته ودرجاته الوظيفية؟ نأمل أن يبحث سعادة الوزير إعادة قسم التربية الخاصة للعمل من جديد والحفاظ على كفاءاته المخلصة ممن يتعاملون مع مهام عملهم بإنسانية بالغة ومهنية عالية ومتخصصة، نأمل إعادة من كانوا يولون أبناءنا أصحاب الإعاقات اهتماما بالغاً ودعماً يأخذ بهم إلى الأمام، وأخيراً نأمل أن يتخذ سعادة الوزير قراراً بإعادة الحياة إلى قسم التربية الخاصة وإلى قلوب أولياء الأمور ممن يشعرون بأن أبناءهم أصبحوا يتامى فى المدارس بعد رحيل من كانوا يعتنون بهم، ويمكن الاستعانة بخبرة وكفاءة الأستاذ عارف الحمادى فى هذا الأمر، والله من وراء القصد. [email protected]