17 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة حلوة في غاية الجمال، ((إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ مُسْتخلِفَكم فيها فَيَنْظر كيف تَعمَلون...))، وحياة الإنسان وطيب عيشه لن تكون إلاّ بالاستقامة، ولها دور كبير في تكوينه لحياة طيبة، وفيها يعرف خارطة طريقه كيف تكون، « فإذا أردت أن تعرف حظك من هذه الاستقامة فانظر لموقفك وموقعك من أوامر الله تعالى ونواهيه، وكل تخلّف في هذا المعنى هو تخلّف عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم» (( قل آمنت بالله ثم استقم)). والتقصير حاصل من كل إنسان، ومن يطلب المثالية يجري وراء السراب، والدعوة إلى إحياء مشاهد الاستقامة في هذا الزمن لهو ضرورة ومطلب حياة لصياغة الوعي الصحيح، وإعادة اتجاه البوصلة إلى مسارها الصحيح للأفراد والمجتمعات وكذلك للإنسانية. ولن تستقيم حياتنا إذا كنا نسير وراء مشاهد الضياع والفوضى. فحياتنا... لن تستقيم إلاّ إذا تحركنا مع شرع الله تعالى كاملاً وبشموليته لا تجزئة!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا صنا مجالسنا وجلساتنا ومن على منصات التواصل الاجتماعي عن الغيبة والنميمة والجدال!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا حافظنا على صلواتنا مع جماعة المسجد وخاصة صلاة الفجر!. وهنا تكمن روعة الاستقامة وجمال الحياة. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا أزحنا الحسد عن طريقنا وجعلنا نفوسنا طيبة السريرة!. ألا قل لمن ظلَّ لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي ما وهب فجازاك عني بأن زادني وسدَّ عليك وجوه الطلب ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا أبعدنا التنازع والتشاحن في تعاملاتنا!. ((لا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تحسَّسوا، ولا تنافَسوا، ولا تجسَّسُوا، ولا تناجشوا، ولا تَهاجَروا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يَحقِرهُ، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا - ويُشير إلى صدره - بحسْبِ امرئ من الشر أن يحقِرَ أخاهُ المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دَمُه، وعرضُه، ومالُه)). ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا تركنا الهمز واللمز والغمز!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا وصلنا الأرحام ووصلنا من قطعنا! ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا هجرنا الأنانية والطمع والجشع المنتشر بشكل غير طبيعي!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا سلم المسلمون من لسعات ألسنتنا ومد أيدينا على غيرنا!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا صار العدل هو الميزان الذي نزن فيه حركتنا في مساحات الحياة!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا تجنّبنا الغش في كل ميادين وخاصة في الميدان التجاري ومقاولات البناء!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا ابتعدنا عن التفاخر بالأحساب والأنساب عن التكبر على الغير!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا زيناها بالحياء ((فجاءته إحداهما تمشي على استحياء))!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا تركنا أكل حقوق الناس!. ((من أخذ أموال الناس يُريد أداءها أدّى الله عنه» فهذا مشهد من مشاهد الاستقامة. فما أجملها!. ((ومن أخذها يُريد إتلافها اتلفه الله)) وهنا مشهد من مشاهد التخلّف والضياع!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا ارجعنا الحقوق إلى أصحابها بشكل عاجل لا تأخير فيه ولا مماطلة كما هو حاصل الآن!. ((وإن كان قضيباً من آراك)). فوآسفاه!. ولن تستقيم حياتنا إلاّ إذا استقامت أفكارنا وتحلت بالنزاهة والوضوح، لا انحراف ولا روغان!. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه «الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب)). «ومضة» « كن صاحب الاستقامة، لا طالب الكرامة، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة. وربك يطالبك بالاستقامة، فالاستقامة للحال بمنزلة الروح من البدن، فكما أن البدن إن خلا عن الروح فهو ميّت فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد». فالاستقامة حياة!.