11 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تنتظر؟ اعتذر

07 سبتمبر 2020

قل له أعتذر لك.. آسف.. اقبل اعتذاري.. اعتذر عن الخطأ.. سامحني.. أصافحك واعتذر.. أقدم اعتذاري لك، وغير ذلك من كلمات الاعتذار، فالكلمة لها جمال ووقع في النفس لا ُيضاهيها أي كلمة، فقط لمن يُدرك معناها الحقيقي من الطرفين، وليس بالضرورة أن يكون الاعتذار بالقول والتلفظ، وإنما قد يكون بصورة عملية تدل على الاعتذار. ماذا تنتظر اعتذر!. ففي هذا الزمن الصعب قليل ما نسمع كلمة اعتذر أو ما يُرادفها من كلمات، أو ان يُقبل هذا الاعتذار من الطرف الآخر، فعليك أن تقبل هذا الاعتذار ومعاونة من جاءك معتذراً، فهذا كله من علامة كرمك وتواضعك وصفاء وطيبة نفسك، وألا تجعل للشيطان نصيباً في قطع العلاقة وطرق الإصلاح بينكما. ماذا تنتظر اعتذر واقْبَلْ اعتذار من اعتذر!. وأما الكبر والتعالي والمكابرة والنظرة الفوقية، وعدم التنازل "لن أعتذر"، "لن اتنازل واعتذر"، "لم أخطئ في حقه"، "هو السبب"، أو من يرى أن الاعتذار إهانة لشخصه ومنقصة له، أو ضعف له أو لها، أو أنه يجرح كرامته ويضع من قدره، فمن يضع هذه الحواجز والأوهام وغيرها فهو مخطئ ومضيّع للطريق، ولكن الاعتذار قوة لك، ومراجعة صادقة للنفس وصيانتها من ان تسترسل في القطيعة مع الأخر. وماذا عسانا أن نجني من القطيعة والعناد والجفاء والتحدي السلبي؟!. فمن جاءك معتذراً لا تطلب منه تبرير ما حدث، اقبل منه الاعتذار ولا تضع لك شروطاً، وتجاوز عن كل ما جرى، ولا تكسر مجاديفه، ولا تحاول الانتصار لنفسك، فالحياة أحلى من كل تبرير وأجمل من سماع الحجج، فهذا يقول وذاك يرد عليه، والعكس. والأجمل ما في الاعتذار من يقبل اعتذارك ويصافحك بحرارة القلب قبل حرارة اليد، واقبل اعتذاره وشجعه على هذه المبادرة، فالاعتذار من قيم الخير، قال الأحنف بن قيس رحمه الله "إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبِشْر"، ماذا تنتظر اعتذر واقْبَلْ اعتذار من اعتذر رحمك الله!. "ومضة" الحياة دروس وصناعة مواقف!، فأنت تصنع لنفسك حياة جديدة مع من تعتذر له، يوماً ما كلنا سنرحل ويبقى الأثر، وماذا تنتظر اعتذر وأقبل اعتذار من اعتذر. [email protected]