12 سبتمبر 2025

تسجيل

نفوس للبيع

07 سبتمبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نفوس الناس معادن وأشكال، ومن المعادن ما يعلوه الصدأ ويتغير لونه وبريقه وشكله، ومنه ما لا يجد الصدأ إليه سبيلاً، فمهما علاه الغبار والتراب يظل أصيلاً لا يتغير بمرور الزمن، وصدق الله تعالى حين قال عن النفس البشرية "إن النفس لأمّارة بالسوء"، فهناك صنف من الناس لا يفرق بين خير وشر وليس للفضيلة عنده وزن، وهناك من يتلذذ بالوشاية والوقيعة بين الشقيق وشقيقه، والصديق وصديقه، والجار وجاره، وحتى على مستوى المجتمعات والدول المجاورة، وما أكثر من أصبحوا عبيداً للمال، فمجرد إغرائهم صاروا نفوساً للبيع. وقد انتشرت خلال هذه الفترة أغنية تم عرضها على قنوات اليوتيوب تحمل عنوان "علّم قطر"، وهي من كلمات تركي آل شيخ وألحان رابح صقر وغناء نخبة من الفنانين السعوديين وغيرهم، أمثال راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله وماجد المهندس ومحمد عبده ووليد الشامي وأصيل أبوبكر سالم، ولكن ما لفت انتباهي أن هذه الأغنية ذات طابع سياسي وتحمل بين كلماتها رسالة تهديد واضحة لدولتنا الحبيبة قطر، حتى الفن أصبح مسيَّساً الآن في ظل تصاعد الأزمة، وقد نسي هؤلاء الفنانون أنهم في يوم من الأيام كانوا في قطر وأكلوا وشربوا وتم استقبالهم وضيافتهم واسترزقوا من قطر وأهلها، فعار عليكم أيها الفنانون، يا من كنتم تتغنون بأغاني وطنية في حب ومديح قطر وتشاركوننا في مناسباتنا واحتفالاتنا، أن يتم إغراؤكم بالمال ويشتروا ذممكم ونفوسكم على أن توافقوا وتنزلوا بمستواكم الفني لغناء مثل هذه الأغاني الهابطة التي تزيد من إشعال نار الفتنة، فالفن رسالة سامية تهدف إلى إيجاد السلام والمحبة وليس نشر العداوة والبغضاء بين الشعوب. نحن شعوب شبه الجزيرة العربية، شعوب عربية أصيلة قبل أن تكون خليجية، عشنا وتربينا على قيم الكرم والأصالة والشهامة، أن نكرم الكريم ونزيده من خير الله، ومن يكرمنا بربع نرجع له الربع ربعين وعليه أضعاف مضاعفة جزاء له، ناهيك عن الاحترام والتقدير والمعزة المتبادلة، فكيف بعد هذا الكرم والعطاء تصبحوا لئاما وتتمردوا وتبصقوا في نفس الكأس الذي شربتم منه في يوم من الأيام! خاطرة: لا أعجب إن نظرت حولي ورأيت نفوساً تُعرض للبيع وأخلاقاً تُعرض للمساومة، ومنها ما يُباع بثمن بخس، ومنها ما يُباع بثمن لا بأس به، وكلها في النهاية على كل حال... تُباع! [email protected]