15 سبتمبر 2025

تسجيل

الطفل السوري الذي أبكاني

07 سبتمبر 2015

إن واقعة الطفل السوري "آلان" الذي مات غرقاً على شاطئ تركي قد أحدثت صدى إنسانياً هز الكرة الأرضية، وهزت قلبي الذي انفطر حزناً على طفل لا حول له ولا قوة، هو وشقيقه ووالدتهما، الذين رحلوا عن الحياة أثناء محاولاتهم البحث عن حياة جديدة بعيداً عن منطقة الصراعات والانفجارات والألم والحزن في الأراضي السورية الشقيقة ورغبتهم في استكمال حياتهم في مكان آخر كان يعتقدون أنه الأفضل، غرق الطفل الذي هزت صورته وهو غارق على أحد شواطئ تركيا "قلوب البشر" والإنسانية في كل مكان، غرق رفقة والدته وشقيقه لينجو فقط من هذه الأسرة والدهم "عبدالله" الذي ربما يستحق وصف الحي الميت، لما يعيشه من الم وحزن لخسارته أسرته التي كان يسعي إلى إيجاد حياة جديدة لهم في مكان جديد. إن واقعة الطفل السوري الذى راح ضحية للنزاعات في سوريا قد أبكاني، ولا يسعني إلا أن أقول "لا حول ولا قوه إلا بالله" و"إنا لله وإنا إليه راجعون"، رحم الله الطفل "آلان" البالغ من العمر 3 سنوات فقط، وشقيقه الطفل "غالب" الذي يكبره بعامين ووالدتهما السيدة ريحان، رحمهم الله ورحم كل من لقي حتفه معهم وعددهم جميعاً ما يقرب من 12 لاجئاً سورياً، كانوا يسعون جميعاً للوصول إلى جزيرة كوس اليونانية التي تعد مدخلاً إلى الاتحاد الأوربي، لينجح الجميع في الوصول إلى حياة جديدة بالفعل لكنها في الآخرة وليس في الدنيا، لينجو من بينهم فقط أب مكلوم حاول الهرب من الجحيم ليعيش جحيم الحرمان من الزوجة والأبناء، وكل هذا بسبب الصراعات والحروب والنزاعات التي تشهدها سوريا الشقيقة التي ضاع أبناؤها وتحولوا إلى لاجئين يبحثون عن لقمة العيش بعد خسارة بيوتهم وحياتهم السابقة، ومنهم من نالها خارج وداخل مخيمات اللاجئين ومنهم من لم يتمكن من الفوز بها في الحياة الدنيا. "عبدالله" الأب الذي خسر زوجته وأبناءه ليس الأول ولن يكون الأخير من أبناء سوريا أو أبناء الشعوب العربية والإسلامية التي تعاني من صراعات داخلية، وحروب ونزاعات ومخاطر كثيرة، وإن كانت صورة الطفل "ألان" قد كانت سبباً في بكاء وتأثر من يتحدثون عن الإنسانية في كل مكان وزمان، فأنها يجب أن تكون سبباً فى الحد من مثل هذه الصراعات والنزاعات لحماية الأطفال والضعفاء من أبناء المجتمعات التي تعاني من مثل هذه الصراعات والمشكلات الداخلية التي أدت ومازالت تؤدى إلى حصد الأرواح أو تشردها بين بلدان العالم. إن الطفل "آلان" الذي رقد علي بطنه "غارقاً" على شاطئ منتجع بودروم البحري جنوب غرب تركيا، والذي دفن مع والدته وشقيقه الأكبر في بلدة عين العرب في سوريا قبل عدة أيام، إنه لن يكون الأخير في ضحايا الحروب والنزاعات والصراعات التي تشهدها سوريا أو غيرها من البلدان التي تشهد نفس المجازر والمآسي والمخاطر، من هنا يجب الإشارة إلى أن أكثر المتضررين من مثل هذه الصراعات والنزاعات حول العالم من الأطفال والشباب، وأن هناك الملايين حول العالم يعانون بسبب الصراعات والنزاعات والاضطرابات، وهناك من يتاجرون بآلام هؤلاء، وهنا يكثر المهربون الذين يتلاعبون بحياة من يرغبون في حياة جديدة بعيدة عن الصراعات والنزاعات، ويحاولون تهريبهم وإدخالهم بطرق غير قانونية إلى بلدان أوروبا وغيرها بوسائل نقل بحرية غير آدمية أو تكون سبباً في قتلهم، نسأل الله للموتى المغفرة والرحمة وأن يعم السلام والمحبة في كل مناطق الصراعات والنزاعات، والله من وراء القصد.