12 سبتمبر 2025
تسجيلعلينا أن نعترف بأننا نعاني من نقص دائم في الكفاءات الإعلامية المحلية ونحن للأسف لا ننتبه إلى الإمكانيات من حولنا والتي نستطيع من خلالها بناء جيل إعلامي مثقف واع فرغم الأرضية الخصبة لتنشئة الطفل ثقافيا وإعلاميا إلا أننا لا نعرف كيف نستخدمها ونستغلها وأقصد بتلك الأرضية وسائل إعلامنا التي عليها أن تتواصل مع الطفل بشكل أعمق مما هي عليه وعليها أن ترافق الطفل خارج إطار الصفحة وخارج إطار الشاشة وخارج إطار الميكرفون فالطفل تجيبه الأضواء ولديه ولع دائم بالشهرة والظهور يتأثر مباشرة بالشخصيات الإعلامية بقوة وعمق لماذا لم ننتبه بعد رغم كل الدعوات والرجاء من قلة قليلة قد أكون منهم ليس بيدنا شيء سوى القلم الذي ننادي به من أجل مستقبل إعلامي أفضل ربما لمست ما أتمناه وأقوله فقط في جهود قناة جيم للأطفال حين خصصت مسرحا ضخما في مجمع اللاند مارك أيام عيد الفطر الماضي بحضور شخصيات القناة حيث فتحت القناة مجالا رحبا للأطفال للانضمام إلى شخصياتهم المفضلة ومشاهدتها عن قرب وهذا جهد رائع يستحقون الشكر والتحية عليه لأنهم يهتمون بتفكير الطفل وميوله قبل اهتمامهم بنوعية المادة الموجهة للطفل فبرامج الأطفال ليست مسؤولة فقط عن تقديم المعلومات المفيدة للأطفال وإنما هي مسؤولة عن توجيههم إلى أسس التفكير السليم، وكيفية البحث في المعلومات، خاصة إذا قدمت بأساليب درامية متنوعة لتضل راسخة في أذهانهم لفترة طويلة، فيستفيدون منها في حياتهم.وبهذا يمكن أن يوفر للطفل، من خلال تلك البرامج، إمكانيات المعرفة والإطلاع ثم البحث والتجريب، وبالتالي يجد الأطفال إجابات شافية بما قد يدور في أذهانهم إن الطفل هو ثروة المستقبل بالنسبة لكل بلدان العالم واستثمار الطفل مؤشر حضاري لتفوق الأمم فالاستثمار الناجح هو الذي يعتمد على مجموعة عوامل أهمها بلا شك الإنسان الذي هو القاعدة الأساسية التي تقوم المنشآت بشتى أنواعها وهذا الفرد لا يولد كبيرا، بينما يبدأ صغيرا تجسيدا لسنة الحياة والخلق، والاهتمام برعاية الطفل وتنشئته أمر حيوي. تتحدد على ضوئه معالم المستقبل فالاهتمام بالطفولة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره، حيث إن أطفال اليوم هم شباب الغد وعدته ورجال المستقبل وقادته وأخصب المراحل التربوية التعليمية في تشكيل الشخصية وتكوينها هي مرحلة الطفولة، لأن هذه المرحلة تتميز بالمرونة ويكون فيها الطفل أكثر استجابة لأن التشكيل والتعديل والتغير يكون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى في نمو الطفل، ومن هنا تبرز أهمية التنشئة الإعلامية للطفل.