17 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أنشئت قناة الجزيرة الإعلامية كانت ثورة إعلامية متميزة استطاعت أن تقدم إعلاماً جديداً وإخراجاً جديداً لهذه المرحلة وإيصال الخبر والتحليل والخروج عن الإعلام التقليدي وإحداث حركة في المياه الراكدة الإعلامية العربية للخروج عن النسق التقليدي المتكرر في عالم المتغيرات، ولا أريد أن أتحدث عن ذلك طويلاً ولا عن التقييم لبرامج القناة التي هي تجربة لا شك تتعرض للانتقاد والمدح والثناء وهذا دليل العمل ومثل هذه التجارب لا شك أنها جهود بشرية يستحيل عليها الكمال مثل أي جهد بشري. ولكن المهم هنا أن نبين أن النجاح والإبداع والتفوق الذي تميزت به الجزيرة وحب الناس لها لم يتم لولا وجود هذه الكوكبة من العاملين والرواد المخلصين المتميزين الذين حظيت بهم الجزيرة، فقد تفوقت الجزيرة بهذه النخبة الإعلامية المتميزة وهذا هو سر النجاح لأن الإمكانيات لا تفعل شيئاً بغير وجود العناصر والطاقات التي تتوافر فيها إمكانيات النجاح، فقد رأيت في قناة الجزيرة أمثال أيمن جاب الله وهو من الموفقين أصحاب المبادئ والمخلصين بعملهم وكذلك المذيع محمد كريشان صاحب الهوية العربية الإسلامية والمحاور وصاحب الحوار الهادئ وسعة الثقافة والتجربة السابقة في محطات كثيرة ويمتاز بصفات التسويق للمستمع وكذلك الأستاذ عبدالصمد ناصر المذيع المتميز صاحب الأخلاق الرفيعة وحسن الأداء والقدرة البارعة في الحوار وكان مبدعاً في برنامج الشريعة والحياة وغيره والأستاذة الفاضلة خديجة بنت قنة صاحبة التجربة وهي مدرسة إعلامية ورائدة فكر ثاقب وسعة إطلاع ومهنية عالية وأستاذة مدربة للإعلاميين الجدد والأستاذ عبدالقادر عياطي الذي يشارك في الظروف الصعبة وتغطية الأخبار والمناسبات وهو من العناصر الذين حظيت بهم الجزيرة ومحبوب لدى الجميع، أما الأستاذة ليلى الشيخلي التي هي مدرسة إعلامية من "أي إن أي" و"إم بي سي" وأبوظبي وغيرها بفصاحتها وقوة أدائها ولا تحتاج لشهادة أحد فهي مدرسة إعلامية عالمية، وكذلك الأستاذة ليلى الشايب التي قدمت تجربة إعلامية دولية وقوة أداء وحسن وإبداع تجربتها يشهد لها الجميع وهي متواضعة ولا تحتاج إلى شرح فالعمل شاهد على ذلك. وكذلك الأستاذ عبدالسلام أبو مالك ذلك الذي نتعلم منه الكثير في برنامجه الرائع مراسلون الوثائقي وما فيه من معلومات وثقافة جديدة رائعة وخبرة هذا الجندي المجهول في مجال الإخراج الفني والإعداد بصدق وإخلاص وتواضعه وهويته الوطنية الإسلامية العربية وحبه لأمته وللناس. وهناك الأستاذ شحاتة وإسلام حجازي وغيرهما كالأستاذ أحمد بشتو وصهيب الملكاوي وآخرين في المجال الاقتصادي، أما الإعلامية المتألقة التي ظهرت قبل سنوات في الجزيرة ذات الفصاحة والبلاغة وحسن الأداء ذات الأخلاق والصفات الحميدة الأستاذة مريم أوشاين بالعالية التي ينتظرها مستقبل زاهر يسبق ذكاؤها عمرها، وكذلك لا يجوز أن ننسى الأستاذين جمال ريان وتوفيق طه وهما من شيوخ الإعلام الحديث وأساتذة المذيعين وغيرهما ممن لا يسع القلم الحديث عنهم وهم من قدموا للإعلام العربي والمذيعين دروساً وتجارب ناجحة فهم يستحقون التكريم وتوقعت من المؤسسات الإعلامية أن تشجع هؤلاء وتكرمهم وتفخر بهم مثلما الغرب يفخر بمثل هذه العناصر، ولقد رأيت عدداً من الإعلاميين في الغرب ولشهادة الحق فإن هؤلاء أروع إعلاميين وأفضلهم لولا أنهم لا يجدون من يعرف ذلك، فنحن عندنا قدرات ولابد من الثقة بالنفس ونشجع ونشكر هؤلاء وأمثالهم وأي أمة لا تقدر الرجال ولا تكافئهم ولا تشكر لهم فهي بعيدة عن الحضارة، وأرجو أن أرى هؤلاء وقد وجدوا من يعرف قدرهم ويشجعهم وهذه أقل الكلمات المتواضعة أحببت أن أساهم بها حتى ألفت النظر إلى مثل هذا. الإعلام اليوم مهم وله دور كبير، وهناك أمور يجب أن نضعها وهي أن هناك برامج مهمة تهم المواطن يجب التركيز عليها ولا تحصر المهنية الإعلامية في الجانبين السياسي والرياضي الذي أخذ منا الكثير ولكن هناك الجانب الإنساني حول الكوارث والحد منها ومساعدة المنكوبين والأقليات المضطهدة والحمد لله على ما يجري حالياً من إنصاف مسلمي بورما وغيرهم ولكن لابد من التركيز على الجانب الإنساني، وكذلك الجانب الصحي وآخر مستجدات العلاج وأحدث العلاجات والتطور الطبي وأحدث المستشفيات وأفضل الأطباء للأمراض المنتشرة كالسرطان والسكر والقلب ولا يجب إهمال ذلك هو سوف يساعد الأطباء والمرضى ويجعل الإعلام ينزل إلى حاجات الناس وهمومهم بالإضافة لقضايا المياه والزراعة والتعليم لابد من إعطاء هذه البرامج جزءاً من الإعلام وهو ما يصفه الإعلام الخارجي والمواقع الإلكترونية الدولية، وكثيراً ما نصحت مسؤولين في قناة الجزيرة وغيرها ورجال الإعلام لإعطاء هذه الجوانب حقها. وكم كنت أتمنى أن أرى قنوات طبية وقنوات إنسانية وقنوات بيئية.. وفق الله رجال الإعلام في أن يقودوا رسالة لأمتهم وأن يكونوا عامل نجاح وازدهار لهذه الأمة وأن يكونوا مع اخوانهم في بقية المجالات لوصول أمتنا إلى مستقبل مشرق، فنحن أمة لها مشروع حضاري وكل مسؤول في مجاله.