20 سبتمبر 2025

تسجيل

العربي.. والحل العربي

07 سبتمبر 2011

يصل اليوم إلى دمشق الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي حاملاً رسالة من جامعة الدول العربية بخصوص الوضع في سوريا، وكما قال العربي إن هذه الرسالة تطالب بوقف العنف فوراً والبدء في عملية الإصلاح وفوراً أيضا كما صرح السيد العربي. هذه الزيارة أو المهمة للعربي مهمة أيضا وضرورية أيضا للوضع العربي ليس حقناً لدماء الأشقاء في سوريا فقط وليس لبدء الإصلاحات بسوريا فقط وإنما لقطع الطريق أمام "تدويل" الأزمة السورية ومحاولة حل هذه الأزمة عن طريق "تعريب" هذه الأزمة خاصة بعد أن سمعنا بعض الأصوات المعارضة للحكم بضرورة التدخل الدولي وضرورة تدخل حلف الناتو على غرار ما حدث في ليبيا. هذه الأصوات التي تطالب بـ "تدويل" الأزمة السورية وتطالب بالتدخل الأجنبي العسكري لا تخدم أهداف الثورة السورية ولا تصب في مصلحة الشعب السوري وإنما تخدم أعداء هذا الشعب وأعداء الأمة العربية لأن مثل هذا التدخل الأجنبي سيكون له ثمن وهذا الثمن سبق أن قدمه الشعب العراقي عندما سقط مليون ونصف المليون قتيل من أبناء الشعب العراقي وتم تشريد حوالي ستة ملايين وعاد العراق إلى مرحلة العصور الوسطى من حيث البنية التحتية ومن حيث المرافق والخدمات وانتشر الفساد وأصبح العراق نهباً لكل من هب ودب وبالذات للذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية من العملاء والخونة وأصبح العراق اليوم مهدداً بالتقسيم والشرذمة بين الطوائف والأعراق والمذاهب والقوميات. أما التدخل الأجنبي في ليبيا والذي تم غض الطرف العربي عنه وجاء إلى ليبيا بدعوة من الدكتاتور العقيد معمر القذافي فلأن "تعريب" المشكلة الليبية كان مستحيلاً لأن الوضع العربي كان عاجزاً أمام ما كان يخطط له القذافي من حرب "إبادة" للشعب الليبي فكلنا سمعنا وشاهدنا عندما قال القذافي سنلاحق الثوار من دار إلى دار ومن بيت إلى بيت ومن زنجة إلى زنجة بالطائرات والمدفعية والدبابات وفعلاً بدأ القذافي باستخدام هذه الأسلحة ضد ثوار ليبيين مسالمين وأعلن عليهم الحرب بكافة أنواع الأسلحة التي يملكها حتى أن بعض الطيارين الليبيين أسقطوا طائراتهم ومعها تلك الصواريخ التي تحملها هذه الطائرات في الصحراء. لهذا ومن أجل حماية المدنيين الليبيين من مذبحة أو حرب إبادة جاء الموقف العربي بالقبول مكرهاً ومرغماً على الاستعانة بحلف الناتو رغم إدراكنا لخطورة وفداحة مثل هذا التدخل وستظهر نتائجه الكارثية مستقبلاً سواء في ثروة ليبيا أو في مواقف ليبيا من قضايا أمتها العربية المصيرية وعلاقتها بالغرب الحليف الاستراتيجي لعدو الأمة العربية العدو الصهيوني يضاف إلى كارثة التدخل الأجنبي تلك الأرواح البريئة التي سقطت بين قتيل وجريح من أبناء الشعب الليبي وتدمير الاقتصاد وضياع الثروة الليبية مما يجعل من انتصار الثورة الليبية انتصاراً مراً. لهذا ومن أجل ألا نقع مرة أخرى في فخ الأجنبي والتدخل الأجنبي وثمن هذا التدخل من الأرواح والأموال والحرية والسيادة والاستقلال والوحدة لابد من العمل كما أشرت في مقالات سابقة إلى ضرورة "تعريب" الأزمة السورية، خاصة وأن مصر القيادة والريادة تعود إلى دورها الطبيعي ونبيل العربي يمثل هذه الثورة المصرية التي نعلق عليها الآمال الكبيرة لخلق مشروع عربي يملأ الفراغ في الوطن العربي بعد أن عشنا فترة طويلة ولانزال أمام المشاريع الأجنبية ومنها المشروع الإيراني والمشروع التركي والمشروع الأمريكي والمشروع الأوروبي فحان الوقت ليكون للأمة العربية مشروعها العربي و"تعريب" الأزمة السورية هو الخطوة الأولى في نجاح هذا المشروع.