11 سبتمبر 2025
تسجيلكما هو معروف فإن الصالونات لعبت دورها الريادي والحياتي في العديد من المجتمعات العربية. ولذا فقد سعدت بدعوة أحدهم أن أكون برفقته إلى مجلس من المجالس ولكن منذ اللحظة الأولى كانت الصدمة ذلك أن البعض مع الأسف لا يملك القدرة على التمييز بين الغث والسمين ويتساوى عنده كل شيء ولا يملك القدرة على حسن الاستماع.. نماذج بشرية تصر على رأيها والمؤسف أنهم يبنون آراءهم على عدم الفهم والإدراك وقوام رأيهم العند. كان المجلس مليئا بعشاق الطرب وأدلى أحدهم برأيه في موضوع واقع الأغنية الخليجية، وأن هذا العصر عصر الأغنية الخليجية.. وإنها الأكثر انتشارا من المحيط إلى الخليج خاصة في ظل توافر عدد من أبرز الأسماء والتي غطت حتى على نجوم الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في مصر ولبنان والعراق، وأن هذا الجيل الأسعد حظا في ظل الوسائط المختلفة والإمكانيات الفنية عبر الاستوديوهات والفرق الفنية.. بخلاف ما كان في ماضي الأيام، ذلك أن الفن الخليجي قديما كان فنا باهتا بلا ملامح يؤدى عبر آلات متواضعة ولم يخرج عن إطار العود والطبل والمواريس. كان هذا الحكم جائرا ولكن أحدهم بعد أن انتهى هذا الإنسان من طرح رؤيته لم يسكت بل وضع النقاط على الحروف وفند كل هذه الآراء.. نعم انبرى «بوسعد» كعادته قائلا: اسمع أخي بوأحمد ما هكذا تورد الإبل ذلك لأن لكل أمة من الأمم ترانيمها، أهازيجها وفنونها الإبداعية.. إذا عدت إلى الماضي فإن للمنطقة فنونها بلا شك وعبر أكثر من إطار أغان مرتبطة بعوالم البحر، عبر ذلك البحار أحفاد السندباد وهو يقطع المحيطات بين أفريقيا وبلاد الهند. وينشد ترانيمه في كل ميناء.. من هنا كان التأثير، بين البحار الخليجي والعماني واليمني حتى زنجبار وكاليكوت، كما أن ذلك الإنسان وهو يعبر الفيافي يترنم بما يشكل جزءا من ذاكرة الإنسان.. احتد النقاش كل يدافع عن وجهة نظره بين مدرك لأبعاد الفن في المجتمع وقيمة الفن البسيط في خلق وشائج مع الأذن وبين متحفز للرد عبر إلغاء كل ما هو مرتبط بالماضي وهذا الأمر مع الأسف يغلف كثيرا من واقعنا المأزوم. البعض يرى في الحاضر جماليات الحياة دون أن يفكر أن الحاضر مكمل للماضي ومن لا ماضي له لا حاضر له. هل بمقدورنا أن نلغي من تاريخنا أشعار طرفة بن العبد وجرير والفرزدق وأبو فراس والمتنبي؟ اعتقد أن الأمر بالنفي.. وللحديث بقية. [email protected]