14 سبتمبر 2025
تسجيل*الموسيقار عبدالعزيز ناصر الكبير الذي صوَّر الإحساس لحناً *عبدالعزيز ناصر حين يكون الوطن في فنان ويكون الفنان في وطن *كبير في الحضور وكبير في الغياب وسيظل في عيون أهل قطر إلى الأبد عندما غاب الموسيقار الكبير عبدالعزيز ناصر قبل أسابيع أظهر ذلك الحدث الحزين محبة الناس له والافتخار بإنتاجه وابداعاته الرائعة التي خلدها ليتعلم منها أبناء اليوم ، فهو بكل صراحة مدرسة خالدة وستظل خالدة في الذاكرة ، فقد تحدث عنها القريب والبعيد ، وأشار لإنجازاتها كل من كان يعشق فنه ، سواء كان ذلك على الصعيد المحلي والاقليمي أو على الصعيد العربي ، فهو صاحب مكانة كبيرة في نفوس جميع العرب ، وقد خلد بعض الأدباء والشعراء القطريين أجمل صور الحب في رثائه وتأبينه بعد رحيله المفاجئ عليه رحمة الله . فقد لحن الموسيقارالراحل للعديد من أبرز الشعراء العرب من بينهم نزار قباني ، ومحمود درويش ، وسميح القاسم ، وشاعر قطر الكبير الدكتور حسن النعمة وغيرهم ، وبرحيله فقدنا أحد أهرامات الابداع في قطر وفي وطننا العربي بعد ان شغل الناس بحبه لقضايا أمته والتزامه المعروف بقضايا هذه الأمته. (1) ولعل الشاعر حسن نعمة هو أاول المتأثرين برحيله ، وترجم ذلك التأثر بقصيدة فصيحة وفريدة من نوعها ، عبرت عن فقدانه وبنبرة حزينة يوم وداعه ، ونختار منها هذه الأبيات: شق الرثاء على فمي ليقول اذ لم أجد لك في الوفاء مثيلا يا أيها الرجل الكريم شمائلا ومواهبا ومبادئا وميولا طابت له أرواحها ورسومها وتمثلت في وعيه تمثيلا وطن أفاء عليه من ألطافه ظلا غدا في ناظريه ظليلا ونما به عبدالعزيز يشفه حبّ ، فسطر في هواه فصولا طابت له تلك المنازل فارتضى فيهن فيئا وارفا ومعيلا طافت على عين الحبيب طيوفها ورنا إليها بكرة وأصيلا عبدالعزيز وفي الشغاف محبة تبقى على كرّ الزمان طويلا نبع الصفاء صفاك في حصبائه يجري برقراق الحنين مسيلا عبدالعزيز وفي عطائك ما بدا يستلزم التنويه والتبجيلا صفو الوداد محطّه لك أستقي من وردك الإيحاء والتخييلا أكبرت فيك الصالحات مناقبا فضلتها في الملتقى تفضيلا قيم الهدى والخير طاب جميلها بهداك صنعا باهرا وجميلا لله أنت وجهد فنك قد سما بالمعطيات كما بدا مبذولا شرفت بابداع المعنى دوحة تزهيك في ما قد أردت مثولا أي كن بمعراج اللحون تفاوحت فيه الحمام بشدوهنّ هديلا (2) الشاعر المبدع الدكتور حجر أحمد حجر كان أول من كتب في رثاء الفقيد الراحل ، وسطر لنا هذه المرثية الرائعة ، يقول وهو يخاطب صديقه الدكتور حسن نعمة وأحد أقارب عبدالعزيز ناصر: خطفت عزيزك يا عزيز منون فاقبل عزائي أيها المحزون سكبت منيته دموعك في الثرى تبكي عليه وصوتك المشجون ما كنا اعلم عن حقيقة دائه حتى قضى وبكت عليه عيون ففقيدكم " عبدالعزيز " لدارنا ابن وفذ ما لديه قرين ما كنت أعرفه ولكن قلت لي: شيخ الفنون وانه ليقين فاصبر على حكم القضاء على الورى ما العيش في دار الفنا مضمون زمن السعادة ، لا يدوم كأننا في قارب بعقارب مشحون فالله يأجر من تصبّر راضيا والحزن يعصف في الفؤاد مكين والله يرحمه ويأجر أهله فالقلب يحزن والحياة شجون (3) أما صديق دربه الشاعر الشعبي والاعلامي المخضرم حسن أحمد المهندس فكتب هذه الأبيات الشعبية معبرا عن رحيله المفاجئ ، قائلا : ترجل فارس الألحان ترجل يا قطرمكتوب رحل من نغم الأوزان بنشيد لك قطر بقلوب رحل مبدع رحل فنان وعمري يا قطربسلوب وشكّل في التراث الوان وعن القدس الوطن مسلوب وعن بيروت والافغان وكل لحن تحلا بثوب وعلى واقف على البيبان وكل نغمة ذهب مصبوب وعن الجوع وعن الإنسان وعن العاشق مع المحبوب على اوجاعه طوى النسيان مثل شمعة تركها تذوب ورحل عنا بلا استئذان مثل شمس انتحت لغروب تركنا موقد الاشجان وترك سرجه لنا مشبوب وخلد ذكره للأزمان في صفحة ما بها عذروب نزل هذا الخبر بركان وكدّر صافي المشروب يا بو ناصر بكتك اخوان بدمع انهمر مغلوب وقطر معشوقتك احزان عليك يبكي الحصى والطوب (4) وكتب أيضا صديق ورفيق مشواره الشاعر والكاتب عبدالرحيم الصديقي هذه الأبيات الشعرية الشعبية الجميلة عن فقدان صاحبه المبدع عبدالعزيز ناصر ، مقدما الابيات بكلمات تقول " الى استاذي رحمة الله عليه الانسان عبدالعزيز ناصر " ، يقول : واقف على باب الحزن : ولهان ومسير الليلة : يا عمري قطر الجو متغير تتذكرك : خيل الخشب بوجهي لصغيّر " قسما " ترى كلها قطر تبكيك يا خيّر (5) وكتب الشاعر الدكتور مرزوق بشير ، رفيق دربه في الدراسة ، والذي لحن له الفقيد عبدالعزيز ناصر بعض قصائده الشعبية التي نالت القبول والاستحسان في بداية مشواره ، يقول في هذه القصيدة النثرية وهي من الشعر الشعبي : من هو يشاطرني اللحن من هو يغني معاي اجمل أغاني للوطن بو سعود شا اسوي بالكلام واللحن اللي ما اكتمل ومن هو يلحن كلمتي ويقول معاي عندي أمل شاركتني كل الهموم وصدرنا همنا للورق وللناس تمنينا الفرح بو سعود يا حلم انسرق ** كلمة أخيرة : تكمن أهميّة الإبداع كما يقول (هارول أندرسون) : في كونه عمليّة إنتاج تشهد كلّ لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية ، ليس ذلك فحسب بل تكمن الأهميّة في كون الإبداع ضرورة من ضرورات الحياة. [email protected]