16 سبتمبر 2025

تسجيل

تكنولوجيا الاتصال الالكتروني والعلاقات الاجتماعية

07 أغسطس 2013

أدى التقــدم الهائـل في تكنولوجيـا الاتصــال الالكتــروني الــى إحــداث تغييرات جذرية في بنية العلاقــات الاجتماعية بين الافراد فيرى البعض ان وسائل الاتصال الإلكترونية عملت على تغيير حياة المجتمعات إلى الأفضل. ومنهم مـن يـرى عكس ذلك تماماً، حيث إن هذه الوسيلـة أسهمت برأيهم في تفتيـت العلاقات الاجتماعيـة بين الافـراد محـولة قوتها وحميميتها الى فتور وبــرود، وتراجع النشــاطات الاجتماعيــة منـذ بــدأ استخدام تكنولوجيا الاتصالات الإلكترونية، حيث تأثرت الزيارات العائلية الأسبوعية، وكذلك أثرت أيضاً في حضور المناسبات كالزواج والعزاء والعودة من الحج والنجاح.. إلخ. وكما يرى الأطباء النفسيون أن الانشغال والإفراط في استخدام التقنيات الحديثـة بكافة أنواعها باعدت المسافات ونتج عنه حالة مشاعرية من الاغتـراب النفسي والاجتماعـي بالمجتمع، مما أدى إلـى صعــوبة الاندمــاج الاجتماعي داخل المجتمع نتيجة لتـراجع مشاركاتهم الاجتماعيـة وتدني عدد زياراتهم لأقاربهم، فأدى إلى تفكك وضعف الروابط الاجتماعية وفقد روح الألفة بين أفراد الأسرة، وبالتالي أدى بـدوره إلى ضعف التواصــل الاجتماعـي الحقيقـي، فمثلاً نلاحظ في بعض المناسبات وجود الأفراد بأجســادهم، ولكنهم بعيدون عن التواصل الاجتماعي والوجداني الحقيقي، وأكــدت نتائــج الدراســـة الميدانية للمجتمع القطري (تأثير الاتصال عبر الانترنت في العلاقات الاجتماعية) للدكتور حلمي ساري، ووجود تأثير للأنترنت في نسق التفاعل الاجتماعي بين افراد العينــة، وبيــن اقاربهم، تمثــل في تراجـع عدد زياراتهم لأقاربهم بنسبة (44.7 %) وتراجع في نشاطاتهم الاجتماعية بنسبة (43.9 %). ومن هنا نـدعو للعودة لثقافة بيت العائلة التي بإمكانها أن تحدّ من ظاهرة استخدام تكنولوجيا الاتصال الإلكتروني، والعودة إلى التـرابط الأسـري فهـو ضرورة شرعية ووطنية للحفاظ على تماسك المجتمع.