13 سبتمبر 2025

تسجيل

أسباب سوء الخاتمة

07 أغسطس 2013

1- أن يُصِرَّ العبد على المعاصي ويألفَها، فإن الإنسان إذا ألِف شيئًا مدة حياته، وأحبَّه وتعلَّق به، فالغالب أنه يموت عليه؛ قال ابن كثير رحمه الله: إنَّ الذنوب والمعاصي والشهوات تخذُل صاحبها عند الموت.ويقول ابن القيِّم - رحمه الله : وسوء الخاتمة لا يكون لِمَن استقام ظاهرُه وصلح باطنه، إنما تكون لِمَن له فساد في العقيدة، أو إصرارٌ على الكبيرة، أو إقدام على العظائم، فرُبَّما غلَب ذلك عليه، حتى ينزلَ عليه الموت قبل التوبة، فيأخذه قبل إصلاح الطويَّة، ويصطدم قبل الإنابة والعياذ بالله.2- ومن أسباب سوء الخاتمة: الركونُ إلى الدنيا وشهواتها وزُخرفِها، وعدمُ المبالاة بالآخرة، وتقديم محبَّة الدنيا على محبَّة الآخرة؛ قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) .3- ومن أسباب سوء الخاتمة: أمراضُ القلوب؛ مثل الكِبْر والحسَد، والحِقد والغِلِّ، والعُجب واحتقار المسلمين، والغدر والخيانة، والمكْر والخِداع والغِشِّ، وبُغض ما يحبُّ الله، وحب ما يُبغِض الله تعالى؛ قال تعالى: ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .4- ومن أسبابِ سوء الخاتمة: البِدَع التي لَم يشرعها الرسول، فالبِدعة شُؤمٌ وشرٌّ على صاحبها وعلى الدِّين، وهي أعظم من الكبائرِ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أنا فرَطُكم على الحوْضِ، ولَيُرْفَعَنَّ معي رجالٌ منكم، ثم لَيُخْتَلَجُنَّ دونِي، فأقول: يا رب، أصحابِي، فيقال: إِنَّك لا تدرِي ما أحدثوا بعدك).علامات حسن الخاتمة:من العلامات التي يظهر بها للعبد حُسْن خاتمته، ما يُبشَّر به عند موْته من رضا الله تعالى واستحقاقه كرامته تفضُّلاً منه تعالى؛ كما قال جل وعلا: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، وهذه البِشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم وفي قبورهم، وعند بعْثهم يوم القيامة.وهذه العلامة هي التي وردت في الصحيحين عن عُبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن أحبَّ لقاء الله، أحبَّ الله لقاءَه، ومَن كَرِه لقاء الله، كَرِه الله لقاءَه)، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضَره الموت، بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيءٌ أحبَّ إليه مما أمامه، فأحبَّ لقاء الله، وأحبَّ الله لقاءَه، وإنَّ الكافر إذا حُضِر الموت، بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيءٌ أكْرَهَ إليه مما أمامه، كَرِه لقاء الله، وكَرِه الله لقاءه )، قال النووي رحمه الله : "وهي الحال التي لا تُقْبَل فيها التوبة".ولكي يُدرك العبد المؤمن حُسْنَ الخاتمة، فينبغي له أن يلزمَ طاعة الله وتقواه، والحذَر من ارتكاب المحرَّمات، فقد يموت عليها، والمبادرة إلى التوبة من الذنوب، وهذه هي حقُّ التقوى في قوله سبحانه: ( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) .( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) .