10 سبتمبر 2025

تسجيل

أحداث سيناء .. الجاني والمستفيد

07 أغسطس 2012

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أستبعد تماماً ما يردده الإعلام في مصر عن تورط حركة حماس في تدبير الحادث الدموي الذي راح ضحية إخوة لنا من حراس الحدود مع فلسطين المحتلة " إسرائيل "، كما لا يليق أبداً بالمنظومة الأمنية في مصر أن تسارع بتوتير الأجواء حول حكومة حماس في غزة وتسارع باتهام الحركة بالتورط في هذه الجريمة وتتشدق صحف تابعة بأن الأمر معروف وظاهر وجلي . لأن ذلك من شأنه أن يجلب العار على المنظومة الأمنية ، التي تعرف الجاني وتحدده وتشير له بكل أصابع الاتهام دون أن تسأل نفسها أين كان دورها في حماية القائمين على حراسة الحدود وأين مخابراتها التي تجوب مصر شبراً شبراً لتؤمن الداخل .. فتتقاعس عن تأمين الحدود من غدر الخارج. كما أن ما المصلحة التي ستجنيها حركة حماس أو فلسطيني غزة من هجوم مسلح يقتل جنوداً وضباطاً أبرياء في توقيت أزيلت فيه كل الحواجز بين مصر وغزة والفلسطينيين بل وفتحت لهم أبواب الحياة التي أغلقت عمداً لسنوات طوال بتواطؤ مصري ـ اسرائيلي. ولا أدري لماذا لم تتلقى اسرائيل اتهاماً واحداً رغم كل ما تردد عن علمها المسبق بوقوع الجريمة الذي تمثل في سحب رعاياها من سيناء خلال هذه الفترة ومنع دخول مواطنيها إلى مصر؟. لذا إن أردنا أن نعرف من الجاني الحقيقي ، علينا أن نرصد بدقة إلى أين ستتجه ردود الأفعال الأولى ، فإن تمثلت في ضرب أنفاق غزة وإغلاق المعابر بينها وبين مصر وتم منع إمدادها بالوقود القطري الذي بدأ يدخل عبر مصر ، وأوقفت حركة السفر بين مصر وفلسطين متمثلة في قطاع غزة ، وانبرى الإعلام الرسمي والخاص بصحفه وقنواته الفضائية ليتهم حماس والفلسطينيين بتدبير الحادث .. فاعلم حتماً أن المستفيد هنا هو إسرائيل وحدها. واذا رأيت الإعلام ذاته يحمل الرئيس المنتخب كل المسئولية ، ويقول أنه مسئول لأنه أمر بفتح الحدود على مصراعيها امام الفلسطينيين وإرهابهم ، وأنه من أفرج عن الإرهابيين القتله بلا سند واضح وأنه سهًل تسليح الميليشيات والجماعات الجهاديه وأنه لم يحرك ساكنا حتى الان ..وبدأوا في رصد العد التنازلي لرده على هذه الجريمة ستعرف أيضاً من المستفيد الثاني. ويخالجني سؤال يتردد على ألسنة الكثير من الشباب الواعي : هل يعقل أن يكون المسئول عن تأمين الحدود المصرية مع الأعداء جندي شبه أعزل يحمل سلاحاً حفيفاً وربما لايعمل وضابط صغير الرتبة وبلا خبرة .. بينما تتفرغ الفرق عالية التدريب والخبرة القتالية كالصاعقة و فرقة 777 و فرقة سيل وفرق القوات الخاصة وفرق التأمين والإقتحام لحراسة ميدان التحرير والمنشآت من الثوار ؟!! لمصلحة من إذاً هذا الإختلال في منظومة الأمن وانعدام أي رؤية في ترتيب أوليات تأمين الوطن ؟!! ما جرى ما هو إلا محاولة لتحقيق هدفين ، الأول إشعال أزمة بين غزة متمثلة في حركة حماس وبين مصر متمثلة في شخص الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان التي أتت به إلى سدة الحكم فيثور الشارع على الرئيس وقراراته وتتشوه صورة فلسطين وحماس وغزة ، ومن ثم لايجد الرئيس بداً من التسليم بالموقف الراهن لحين إشعار آخر .. وسيطول هذا الإشعار حتماً لأن المؤامرات لا تنتهي ، وهنا تكون النتائج إيجابية للمستفيد الأول. أما الهدف الثاني فيتم فيه شحن الشعب المصري ضد الرئيس وضد قراراته أيضاً بعتبارها أتت وبالاً على مصر والمصريين فيعود الشارع ليلتف حول الجيش من جديد أو على الأرجح حول المجلس العسكري ، وتتغير الصورة ، فتصبح مصر بحاجة لحاكم عسكري لا مدني ، لأن العسكر بأيديهم كل شيء وهم الأقدر على حماية الوطن من أعداء الخارج ومن أعداء الداخل الذين أطلق الرئيس صراحهم مؤخراً!! .. فيهتف الناس : يسقط مرسي ويحيا العسكر ..