11 سبتمبر 2025

تسجيل

الفكر الريادي عند الشباب القطري

07 يونيو 2024

في غضون قلة الحافز للشباب القطري في المسير لإنشاء مشاريع ريادية وأعمال حرة تفيد الاقتصاد أو الدخول في المجالات والتخصصات التي تساهم في الإنتاجية، يجب أن نسأل أنفسنا ما هو موقع الشباب القطري اليوم في مساهمته لتنمية الاقتصاد القطري، تعتبر هذه مسألة مهمة، حيث كما قال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله: قطر تستحق الأفضل من أبنائها. كيف نحقق ونساهم في تطوير الاقتصاد والناتج المحلي الإجمالي بينما توجه الشباب اليوم ليس كما نطمح إليه سواء من ناحية الخوض في مختلف التخصصات والمجالات المساهمة في الإنتاجية أو من خلال ثقافة ريادة الأعمال، بسبب بحثهم عن وظائف في القطاع العام حيث يوفر دخولا مالية وحوافز ووضعا اقتصاديا وماليا مستقرا. الاعتماد على الجهود والمساهمات الأجنبية في تطوير البلد - سواء من ناحية بحوث ومشاريع واستثمارات وقوى عاملة- وإن كان أمرا جيدا لكن لا يغني أبداً عن المساهمات المحلية والقطرية، فعلى المعنيين ومتخذي القرار اليوم، أن يركزوا في تطوير الشباب القطري وتحفيزهم وتوجيههم إلى مختلف التخصصات والمجالات وغرس فيهم الثقافة الريادية والمالية منذ الصغر، مثل عمل شركة إنجاز مع وزارة التعليم والمدارس، مما يساهم في تنمية الاقتصاد وتشجيع الاستثمار المبدع والذكي، لكي نجني حصادنا من خلالنا كقطريين متشاركين في القيم والمعتقدات، بالتالي من المهم أن نساهم بشكل فعال ومتكامل كقطريين في بناء الاقتصاد وهذا مما قد ينعكس إيجاباً على التحديات الاقتصادية في الدولة مثل التنوع الاقتصادي من خلال توجه المواطنين للقطاعات المساهمة في تنويع مصادر الدخل. وهنا أود أن أضيف أن الطموح هو العمل فيما يكون فيه زيادة في الإنتاجية ويفيد الدولة والمجتمع سواء من خلال تشجيع التوظيف الذاتي وريادة الأعمال أو من خلال تحفيز الشباب للتخصصات المطلوبة في الدولة وليس كما يحدث في هذه الفترة حيث نرى غالبية من طلاب الثانوية والشباب بشكل عام اليوم يركزون اهتمامهم في قطاع واحد ويتركون باقي القطاعات التي قد تكون فيها انتاجية أعلى، فمثلا بدلاً من التركيز فقط على وظائف الدولة أو استثمارات عقارية غير منتجة إلى التركيز على الفكر الريادي الخلاق في مجالات إنتاجية وخدمية مرتكزة على التطور التكنولوجي المتواصل والعمل على تطويره مما قد يحول قطر إلى مركز ريادي تكنولوجي من خلال سد الفجوة في مجال التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي مما قد يساهم في زيادة الإنتاجية، فالمسألة هذه جديرة بأن تضع بالحسبان من قبل صناع القرار والمعنيين في الجهات التعليمية والتربوية والأهالي. فتعليم الفكر الريادي الخلاق والمبدع بحاجة إلى تغيير جذري في بنية التفكير والعقلية في المجتمع ويبدأ هذا التغيير من تربية الأهالي لأطفالهم وغرس الفكر الريادي وتوجيههم نحو الفكر المبدع الخلاق وتشجيعهم على العمل الجاد والمثابرة والرغبة في البحث وغرس عقلية التعاون وتبادل الأفكار وأهمية القيم والأخلاق في تطوير المجتمع ويجب أن يستمر هذا التطوير الفكري في روضات الأطفال والمدارس والجامعات وكل المؤسسات التعليمية والتدريبية حتى نخلق شبابا قطريا خلاقا ومبدعا. وللدولة دور أساسي ومحوري في خلق هذا التغيير من خلال تحسين القوانين والتشريعات وإعادة التفكير في طبيعة الاستثمار في التعليم والتدريب والبنية التحتية اللازمة وخصوصا فيما يخص المجال الاقتصادي، التكنولوجي والرقمي وتقديم التسهيلات اللازمة لرواد الأعمال حتى يكونوا نموذجا للنجاح للأجيال القادمة.