10 سبتمبر 2025
تسجيلضمائر الكرام: يقظة ضمير، واستعلاء على شهوة المكانة والجاه، ونظافة اليد، وراحة قلب، ونزاهة منصب، ونفس حرة شريفة، فعن سليمان بن يسار رحمه الله "أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يبعث ابن رواحة رضي الله عنه إلى خيبر فخرص بينه وبين يهود، فجمعوا حلياً من نسائهم، فقالوا: هذا لك وخفف عنا، قال: يا معشر يهود: والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم، والرشوة سُحتٌ، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض". وفي السيرة النبوية لابن هشام رحمه الله كان رسول الله، يبعث عبدالله بن رواحة رضي الله عنه خارصاً، بين المسلمين ويهود فإذا قالوا: تعديت علينا، قال: إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلنا فتقول يهود: بهذا قامت السموات والأرض". فكم في هذا الموقف من أخلاق وقيم! وكم في الموقف من حركة ضمير حيِّ! وكم في المواجهة بيان لمعالم الحق والعدل! وكم في مواقفهم من عبر ودروس عملية جادة حتى مع الغير من غير ملة أهل الإسلام !. فرضي الله عن هؤلاء القوم الكبار صُنَّاع الحياة في الحياة لتستقيم حياة الناس، فأشرقت الدنيا بمعاملتهم ومواقفهم وأخلاقهم!. فالرشوة هلاك، والتزوير ضياع، واللف والدوران تأخير لحقوق الآخرين، والاستهتار بمصالح الأخرين إخلال لميزان العمل والعدل، ونشر للفساد وكسر للقوانين والتجاوز والتعدي عليها. وما انتشار هذه الأخلاق الرديئة في أي مجتمع إلاّ تعدٍ على أحكام الشرع، وتطاول على القانون، وهتك لأستار المنظومة الأخلاقية القيمية فيه، وإحداث شروخ في كل ما هو متعارف عليه من قوانين وأنظمة موضوعة منظِمة، وفقدان الثقة في العمل الإداري بقطاعيه العام والخاص، وإهدار للأموال من غير وجه حقٍ لمن ليس له حق تحت أي مسمى أو تبرير. ومن يأتي بهذه الجراثيم من رشوة أو اختلاس أو تزوير، ما هم إلاّ "لصوص الحقوق، وسراق الأموال"، وما هي إلاّ ثقوب سوداء تبتلع الأموال، تقصم ظهر أي مجتمع، وجاء عن الدكتور غازي القصيبي رحمه الله" المرتشي إنسان يتمتع بكل حقوق الإنسان المرتشي، وفي مقدمتها حقه في تقاضي الرشوة". إنها قاصمة المجتمع!. "ومضة" قال الإمام الماوردي رحمه الله "والنَّفس الشَّريفة تطلب الصِّيانة، وتُـرَاعي النَّزاهَة..". [email protected]