04 أكتوبر 2025
تسجيلالشعب الفلسطيني يعيد قضيته لبقعة الضوء بعد ان ظن الجميع انها قاربت على نهاياتها، ليلغي كل المراهنات على تصفية قضيته، بصموده في ايام الغى ما خطط له ودبر له خلال اكثر من قرن فتهالكت صورة الجيش الذي لا يقهر وتشظت ذهنية التسلط وبانت الشقوق في هياكله في الداخل وفي الخارج في الجانب السياسي والاجتماعي وبدت تتخلى عنه الأمم التي احس العالم ان المقاومة قادرة على الصمود في دعمها والوقوف بجانبها لتزيل غبار الزمن عن كاهلها لتعبر عن مكنون انفسها برفض الاحتلال وممارساته، حررت المقاومة العالم من نير الاحساس بالذنب تجاه الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما واجهه الشعب اليهودي مما افرز وعد بلفور وما تلاه من توطين للصهيونية كنظام سياسي اختطف الدين اليهودي ليحقق مآربه من تطهير عرقي للفلسطينيين وإحلال شعب مكان شعب ووافق العالم وكانت الأمة العربية هي من تدفع فاتورة الظلم الاوروبي لليهود، لكن تلك الحقبة بتداعياتها وتياراتها انتهت بصمود المقاومة وإعلان ان الانسان الفلسطيني لم ولن يتخلى عن حقوقه المشروعة، وان حفلة النعي بمشاركة بعض المطبعين يجب ان تنفض، فلا الجيش الذي لا يقهر حقيقة ولا سلاح الطيران المتقدم القادر على دك غزة حقيقة وان الغى بما لديه من قنابل وذخيرة وأحدث كل الدمار فلن يهزم المقاومة، دب اليأس في قلوب الصهاينة وخبت جذوة التعالي وحس التفوق وعقيدة القوة فقد استعملت كل القوة ولم تسكت صواريخ المقاومة ولم تنل من عزيمتها ولم تربكها، بل رأينا في هذه الجولة تخطيطا استراتيجيا من قبل المقاومة فخرجت تمثل الكل الفلسطيني ولم نر لا وحدة للشعب الفلسطيني ولا طرحا كما رأينا في غزة العزة هذه المرة، توحدت ارض فلسطين وشعب فلسطين في الوقت الذي تفرق الصهاينة وتناحروا ودخلهم الخوف من ان هذه بداية لسلسلة من الهزائم التي تنهي الكيان الصهيوني، قام احرار العالم من الغرب الى الشرق من المسلمين والمسيحيين إلى يهود العالم الذي عارض اسرائيل ولكن كمم فاه وجفف قلمه واودع السجون لمجرد كلمة حق فقد عملت الصهيونية على تجريم كل من يتحدث عن جرائم الصهيونية بانه عنصر ضد السامية، ولكن حتى ذلك السلاح الفتاك الذي يشهر في كل مناسبة من اجل حماية الكيان الصهيوني المحتل سقط سقوطا مدويا بعد ان وجه الكيان الصهيوني تهمة معاداة السامية لمحكمة العدل الدولية مما دفع اعدادا كبيرة من سياسيي العالم لمواجهة الكذب والنفاق العالمي وإعلان كذب هذه الادعاءات وخطورتها بالتشكيك في الشرعية الدولية، ولذلك بدأت تسقط الهياكل التي شيدت من اجل هذا الكيان وانه بلغ اقصاه ولم يعد قادرا لا شعب ولا قيادة فقد غاب عنه القادة وغاب عنه الاجماع وتحول في سلوكه للتدبير التكتيكي في اللحظات الحاسمة بعد ان افشلت المقاومة قوة الردع ودرع الكيان القبة الحديدية وزلزلة حس الكيان بأمنه المطلق وفي نفس الوقت الذي اخذت المقاومة الرؤية الاستراتيجية وتحدثت المقاومة بلسان الدولة ورأينا السنوار في حديثه عن الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين وتحدث بلسان المواطنة في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يواجه انشقاقات في صفوفه السياسية وتجلت فيهم روح الانتهازية التي ادت لخروج نتنياهو من الحكومة الاسرائيلية مصدقاً بذلك على هزيمة الكيان الصهيوني، لن تعود عقيدة الردع الصهيوني ولن تعود الثقة بقيادات الكيان الصهيوني ولن تعود الطمأنينة لنفوس المستوطنين وتبخرت هيبة الصهيونية إقليمياً وعالمياً وسقطت ادوات الابتزاز الصهيوني، هذه السرعة في تهاوي هذا الكيان يثبت انه كيان مزيف غير قادر على الاستمرار، بينما يستشهد الفلسطيني يهرب الصهيوني للمطار لذلك البقاء لصاحب الارض صاحب الحق، نحن نرى تفوق المقاومة في فعل المقاومة والمفاجآت التي برزت في ساحة النزال وتفوق المقاومة في اسلوب التعاطي مع الاحداث وفكر المقاومة، انتصار المقاومة في فلسطين ينبئ بقرب تحقيق الحلم العربي فالعالم العربي ينفض عنه غبار قرون قد مضت وأحلام عطلت من قبل الاستعمار وحالة نفسية تبعت ذلك انهكت الأمة في العقود الماضية لكن هذا النصر المبين المبني على عقيدة سوية وقدرات كبيرة تعتمد على تطوير القدرات الذاتية وذهنية جامعة ورؤية استراتيجية، هذا الاسلوب في التعاطي مع الواقع يحقق شروط النجاح والاستمرار على هذا النهج يفتح آفاق الامل لعودة الامة لقضاياها ويجعل من الممكن عودة الحلم الكبير للوحدة العربية.