18 سبتمبر 2025
تسجيلميناء حمد شيد في وقت قياسي وهو من أكبرالموانئ في العالم تعزيز العلاقات مع ايطاليا و تطوير العلاقات الدولية دول الحصار سعت لتشويه سمعة قطر اخراس "الجزيرة" مطلب غير معقول نحن نعمل دائماً من أجل مستقبل أفضل تصادف هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لأخطر أزمة سياسية في منطقة الخليج العربي، عندما قررت ثلاث دول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين)، بالإضافة إلى مصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع بلدي، مُتّخذةً سلسلة من الإجراءات الفورية، من بينها وقف التعاملات التجارية مع قطر ووقف جميع طرق الاتصالات الجوية والبحرية والبرية وإصدار أمرٍ بطرد مواطني قطر من أراضيها والإخلاء القسري لمواطنيهم المقيمين في بلدنا وحتى سحب السفراء. بدأ الأمر كله باختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا" في 24/5/2017 ونشر بيانات كاذبة منسوبة إلى سمو أمير قطر، كلذلك مع حملة تشويه وعرض سلسلة من الطلبات، المفصّلة في 13 نقطة، والتي تشمل قطع علاقات قطر مع إيران، بحجة أن هذه العلاقات تُلحق الضرر بباقي دول الخليج، وكذلك الطلب الأكثر غرابة وهو أخذ تنظيم كأس العالم في 2022 من قطر وانتهاءً بالمطلب اللامعقول بإخراس قناة الجزيرة الفضائية التي لعبت في العشرين عامًا الماضية دورًا ضروريًا في حرية الرأي والفكر التي لم يعتدها 400 مليون مواطن عربي في منطقة مليئة بعناصر التوتر والنزاعات الإستراتيجية التي لا تتعلق فقط بمنطقة بلادنا، بل بالشرق الأوسط والعالم بأسره. لقد لاحظت حكومتي ومنذ اللحظة الأولى محاولة تشويه سمعة دولة قطر من خلال إجراءات سياسية غريبةٍ تمامًا عن أي منطق دبلوماسي وتعاوني معروف بين الدول وبين الشعوب. كما أن هذه التدابير تأتي من دول شقيقة سواءً في مجلس التعاون الخليجي أو من داخل جامعة الدول العربية، وهما مكانان للحوار الدائم في خضم الظروف السياسية والاستراتيجية التي تُميّز منطقة مهمة للغاية بالنسبة لمصادر الطاقة، وخاصة الغاز والنفط والتجارة بين القارات الخمس. لقد كانت الكلمة الأولى التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد "حفظه الله"، هي الحفاظ على هدوء الأعصاب والحيطة من أجل الحفاظ على مسار صحيح للحياة اليومية، وذلك لأن حملتهم للتشويه استمرت في القول في تلك الأيام بأن شعب قطر يتضوّر جوعًا وأن المتاجر الكبرى كانت خالية من المخزونات، وأن النظام المالي كان قريبًا من الانهيار، وقد كنا بالفعل في بداية شهر رمضان المبارك الذي يحتاج فيه الناس إلى احتياجات شعبية استثنائية، وتلك أحداث أثارت التوتر بين السكان ليس فقط في قطر وإنما أيضًا في بلدانهم؛ نظرًا للروابط العائلية القائمة بين عائلات جميع دول الخليج. لقد بدأنا العمل من أجل الشكوى على هذه الحملة في جميع المقرّات الدولية والإقليمية: في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة البلدان الإسلامية، وذلك لتوضيح موقف دولتنا من هذه الحملة العدائية التي تركت تداعياتها السلبية على مجتمعنا وعلى منطقة الخليج بأكملها. إن أخطر مشكلة ظهرت على الفور هي محاولة عزل قطرمن خلال قطع الاتصالات الجوية من وإلى دولة قطر. إن هيئة الطيران المدني لبلدنا وبالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية قد قامت بعملٍ هائل للتنديد بعدم مشروعية إجراءات هذه الدول الأربعة. وبعد عمل طويل في هذا الاتجاه، قامت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بإعطائنا الحق وتمكنا من إبقاء الطرق من وإلى بلدنا مفتوحة وبطريقة طبيعية، وذلك بفضل العمل الهائل الذي قامت به الخطوط الجوية القطرية من تفعيلٍ لطرق جديدة وعقد اتفاقيات دولية وإقليمية جديدة مع بقائها من بين شركات الطيران المتواجدة في المراكزالأولى في التصنيف العالمي في قطاع النقل الجوي. ولكن النتائج الأكثر مأساوية من حملة المقاطعة هذه قد انعكست على المجتمع المدني، ليس فقط في بلدي، وإنما أيضًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، حيث تأثرت آلاف الأسر في جميع جوانب الحياة وعانت من التفكك الأسري مجتمعات مؤسسةٍ كُليًا على صلابة الروابط العائلية، حيث أمرت هذه الدول مواطنيها، المقيمين في قطر، بالعودة، وإلا إيقاع أحكام قاسية عليهم في حالة الرفض كما منعت النساء المتزوجات مع مواطنيهم من العودة إلى منازلهن وطردت هذه الدول مئات من الطلاب القطريين من جامعاتها وقامت باستدعاء طلابها الذين يدرسون في جامعات قطر ومنعت المواطنين القطريين من حقهم في ممارسة شعائر دينهم في الأماكن المقدسة. ومنع استيراد الأدوية والغذاء من خلال المنفذ البري الوحيد بين قطر والسعودية والكثير من المشاكل الأخرى، التي رفعنا بها شكاوى وأحلناها إلى مختلف المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والتي اتخذت موقفا واضحا من الإدانة لهذه الإجراءات وأذكر بعضًا منها: منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، مؤسسة اتصالات المملكةالمتحدة (Ofcom)، والتي تُعنى بالاتصالات وحقوق التلفزيون و المفوض السامي لحقوق الإنسان والمنظمة البحرية الدولية (IMO) ومنظمةالعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، وهما منظمتان خاصتان مشهورتان في العالم. ترتكز رؤية بلدنا وسياساته المختلفة، وليس من اليوم، ولكن منذ أكثرمن خمسة عشرعاماً، على ثلاثة محاور أساسية: الرفاهية الشخصية، والتي تشمل الأمن الغذائي والمائي والطاقة والصحة العامة، ثم التنمية المستدامة، والتي تشمل البنية التحتية والاستثمارات الزراعية والسياسة والبحوث والخدمات في القطاع الزراعي وسياسات استيراد المنتجات الزراعية والمواد الغذائية. والمحور الثالث هو استغلال الموارد وهي الأراضي الصالحة للزراعة ومصادر المياه والطاقة الشمسية والنظم البيئية وإبقاء التغيرات المناخية تحت المراقبة الدائمة. وبناء على هذه الرؤية التي وضعناها لأنفسنا، تحرّكناعلى الفور من أجل مواجهة وضع الأزمة الخطير وتمكنا في وقت قياسي من بناء واحد من أكبرالموانئ في العالم، تمّ افتتاحه قبل أشهر قليلة تحت اسم ميناء حمد الدولي وكان لدينا شرف وجود وزيرالبنى التحتية والنقل الإيطالي، معالي الوزير غراتسي انوديلريو. وهكذا نجحنا في ضمان تدفق حركة النقل البحري مع جميع القارات والتغلب على واحدة من أعقد العقبات التي فرضتهاعلى بلدنا هذه المقاطعة الظالمة. وكان الإنجاز الآخر لبلدنا هو افتتاح مصانع الحليب ومنتجات الألبان التي كانت وبنسبة كبيرةٍ مرتبطة في السابق بالواردات. فضلا عن اللحوم وجميع منتجات التسوق اليومي لمواطنينا والمقيمين الأجانب في بلدنا. كان من الواضح منذ البداية أن هناك محاولة لضرب صورة قطر في القطاع الاقتصادي والمالي، بدءًا من نشر معلومات كاذبة عن صعوبات فيما يتعلّق بالأموال السائلة في بنوكنا أو بقطع بعض الاستثمارات الأجنبية لبلادنا. ومع هذا فمنذ اليوم الأول من الحصار وحتى اليوم لاتزال أسهم الاستقرار المالي القطرية على رأس كل الإحصاءات الدولية، ولم تتعرض بنوكنا لأية مشكلة وحافظت عُملتناعلى معايير سعر الصرف واستثماراتنا هي في زيادة في كل مكان بدلامن التناقص. وإذا نظرنا اليوم إلى الوضع المالي في البلدان التي هاجمتنا، فإننا نلاحظ أن هذه البلدان هي من تواجه المشاكل وليس نحن. وقد وجدنا في إيطاليا كل أشكال التضامن والتعاطف، وكان لي الشرف، في الأشهرالأخيرة، بلقاء جميع المؤسسات الإيطالية، من رئاسة الجمهورية إلى الإدارات التنفيذية المختلفة من البلاد واللجان البرلمانية المختلفة، حيث تمكنا من شرح وجهة نظرنا وسياستنا في التعاون والصداقة مع جميع دول العالم. يجب أن أشير هنا إلى أن العديد من القادة الإيطاليين زاروا قطر في هذه الأشهر الصعبة وأولهم رئيس الحكومة،السيد باولوجنتيلوني، ووفود برلمانية مختلفة استطاعت إدراك حقيقة اللحظة التي نعيش فيها. أنا فخور بقول أن إحدى اللجان البرلمانية صوتت لصالح اقتراح برلماني بشأن عدم شرعية هذه المقاطعة والحاجة إلى حل الأزمة لصالح شعوب المنطقة والسلام في العالم. وكانعكاس للعلاقات الثنائية بين بلدينا إيطاليا وقطر، يسرني أن أؤكد على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وزيادة استثماراتنا في بلدكم الصديق، حيث سيتم افتتاح مستشفى ماتر أولبيا، والمقدّر له أن يكون واحداًمن أكبر مراكز البحوث في العالم فيما يخص أمراض السكري والسرطان والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى الطب الرياضي. وبكل فخر تمكنت الخطوط الجوية القطرية من توقيع اتفاقية الاستحواذ على 49%من ميريديانا وتأسيس شركة الطيران الوطنيةالجديدة إيرإيتالي. أود أن أكرر للقراء الإيطاليين الأعزاءأن بلدي يواصل سياسته في تطوير العلاقات الدولية تحت رعاية الأمم المتحدة، والتعاون بين الشعوب والدول هو أحد ركائز بلادنا. إن هذه التجربة القاسية التي نعيشها تجعلنا نعمل دائماً بالحكمة والشفافية والقوة لأننا نؤمن إيمانًا راسخًا بمستقبل أفضل لأنفسنا ولجميع شعوب العالم، بما في ذلك شعوب منطقةالخليج. كما أود أن أثني على حكمة سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "حفظه الله" وحنكته في إدارة هذه الأزمة، حيث شهدت العديد من الدول بحكمة سموه "حفظه الله" خلال إدارته للأزمة ومن خلال العمل القائم على الحوار البناء والدائم الذي هو من أساسات بناء الحضارات والمجتمعات المدنية. ختاماً، نكرر أن دولة قطر لديها الإمكانات الهائلة والإستثمارات الكبيرة في العالم وأننا لم نتأثر إطلاقاً، حيث ارتفع تصنيفنا أكثر من دول الحصار وبشهادات الوكالات المختصة مثل "بلومبيرغ" و "مودز" والبنك الدولي.