12 سبتمبر 2025

تسجيل

صلاة التراويح (1)

07 يونيو 2017

صلاة التراويح هي التراويح: قيام الليل جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين.- اتّفق الفقهاء على سُنية صلاة التّراويح للرجال والنساء، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة، وقد واظب الخلفاء الراشدون والمسلمون من زمن عمر رضي الله تعالى عنه إلى وقتنا هذا على صلاة التّراويح.- لم يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة التراويح وبين العذر في ترك المواظبة، وهو خشية أن تكتب فيعجزوا عنها، فعن عائشة - رضي الله تعالى عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد، فصلى بصلاته ناس، ثمّ صلى من القابلة فكثر النّاس، ثم اجتمعوا من الثالثة فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: قد رأيت الّذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم، إلا أني خشيت أن تفرض عليكم "وذلك في رمضان". زاد البخاريّ فيه: "فتوفّي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".- توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، يصلون صلاة التراويح كما صلاها الرسول، فهذا يصلي منفرداً، وذاك يصلي بجمع، فلما أُمن فرضيتها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبدالقاري أنه قال "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".- أما عن فضلها فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم ورغب على قيام رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.- وقت صلاة التّراويح من بعد صلاة العشاء ، وقبل الوتر إلى طلوع الفجر ، لنقل الخلف عن السّلف. ولو صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فجمهور الفقهاء على أنّها لا تجزئ عن التّراويح ، وتكون نافلةً لصاحبها. وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه، لقول عمر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون". يتبع