15 سبتمبر 2025
تسجيلإن الله سبحانه وتعالى أحب من عباده العلماء وزكاهم واجتباهم وجعلهم من أهل خشيته فقال:»إنما يخشى الله من عباده العلماء»، وفي الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي وغيره عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:»فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم». العلماء وما أدراكم ما العلماء، أئمة الهدى ومصابيح الدجى، بهم يحتذى ويهتدى ويقتدى، كم طالب علم علموه! وحائر عن سبيل الله بصروه! بقاؤهم في العباد نعمة ورحمة، وقبضهم عذاب ونقمة، وإن من واجب الأمة تجاههم إذا رحلوا عن الدنيا حفظ الجميل لهم بأن يحفظ علمهم وينشر تراثهم حتى لا تموت آثارهم ولا يندثر علمهم كما فُعل مع الخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد والإمام ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق والإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ وسير أعلام النبلاء وغيرهم رحمهم الله.ولا شك أن هذه البلاد كانت ومازالت ولله الحمد من حواضر العلم وموئل العلماء فمن وقف على سيرهم وتلمس آثارهم لوجد الكثير والكثير من مواقفهم المشرقة في العلم والعمل والدعوة والصبر. ولابد من الإشارة إلى أن حديثنا سيقتصر على تراجم علماء كانوا في دولة قطر الحديثة من تأسيس الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني طيب الله ثراه، وإلا فإن هناك ثلة من العلماء كانوا في قطر من قبل، ذكرهم صاحب كتاب سبائك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد مثل بن جامع وغيره رحمهم الله، وقطر بلادنا هذه الحبيبة سميت بهذا الاسم نسبة إلى القطر وهو المطر فقد كانت كثيرة الأمطار أعادها الله عليها أعواما عديدة وأزمنة مديدة.