27 أكتوبر 2025

تسجيل

هيلاري كلينتون وترامب والقضية الفلسطينية

07 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هناك من المراقبين من يتوقع فوز هيلاري كلينتون على منافسها لتكون أول امرأة تصل إلى مقعد الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، بينما يتوقع آخرون وصول دونالد ترامب إلى مقعد الرئاسة رغم خطابه الديماجوجي. والسؤالان اللذان يحتاجان منا إلى إجابتين هما: كيف ينظر كلا المرشحين إلى الصراع العربي الإسرائيلي؟ وما الحلول التي يقدمها كل منهما؟ هيلاري كلينتون أيدت حرب إسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014 بل وحمّلت حماس مسؤولية هذه الحرب، لكنها في كتابها خيارات صعبة Hard choices لاحظت أثناء زيارتها لأريحا مدى معاناة الفلسطينيين، ومع ذلك كالت المديح لإسرائيل. ورغم تملقها الشديد لإسرائيل في خطابها أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الأيباك" في مارس الماضي فإنها سجلت بعض التحفظات على المستوطنات. وعند إعلانها الترشح للرئاسة كتبت في The forward وفي هآرتس مقالا تستعطف فيه اللوبي الصهيوني، وقالت: "إسرائيل في نظر الأمريكيين هي أكثر من دولة.. إنها حلم". ومع ذلك فهي مقتنعة بأن "حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو النتيجة الأفضل للإسرائيليين والفلسطينيين" على حد تعبيرها. أما ترامب فينظر إلى القضية الفلسطينية نظرته إلى الصفقات متناسيا أن الأوطان لا تباع ولا تشترى، ولذلك فقد أعلن في الأول من أغسطس 2015 في مانهاتن بنيويورك أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تكون في بورتوريكو، وهي جزيرة من جزر البحر الكاريبي القريبة من خط الاستواء تتبع الولايات المتحدة منذ سنة 1898. ووفقا لخطته تقوم الولايات المتحدة في المساعدة بتمويل عملية ترانسفير لأربعة ملايين مواطن فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى بورتوريكو ليتوطنوا فيها ويمنحوا المساكن المجانية إلى جانب إعادة تأهيلهم وتدريبهم". ويعتبر ترامب هذا الحل هو الأفضل للفلسطينيين لأن مساحة بورتوريكو أكبر من مساحة الضفة الغربية ومساحة قطاع غزة مجتمعتين بنحو ألف كيلومتر مربع، إضافة إلى أن أرض الجزيرة أكثر إنتاجا وخصوبة رغم أن بها نحو 4 مليون بورتوريكي. وأضاف على طريقة الصفقات المجنونة أن وصول مهاجرين جدد للمنطقة سيكون مفيدا لها اقتصاديا. وقال: "سأنشئ على نفقتي الخاصة للمسلمين الفلسطينيين مسجدا مطابقا للمسجد الذي يقتلون بسببه الإسرائيليين الأبرياء" (يقصد المسجد الأقصى). ترامب لا يقدم حلولا بل يقول كل ما يخطر بباله، وفوزه سيكون قضاء مبرما على مسيرة السلام في الشرق الأوسط، لذلك فقد سخر أبو مازن من أطروحة ترامب هذه كما أصبحت موضوعا للتندر. المجتمع الأمريكي مجتمع شركات تمول الحملات الانتخابية من عمدة المدينة الصغير إلى عضو الكونجرس إلى الرئيس، ورغم أن عدد اليهود في الولايات المتحدة لا يزيد كثيرا عن 5 مليون نسمة بنسبة تصل إلى 1.7 من مجموع السكان فإن 74% من مجمل التبرعات الداعمة لمرشحي الرئاسة هذا العام جاءت منهم، فنجاح أو إخفاق الرؤساء الأمريكيين يبقى مرهونا بأموال وأصوات اللوبي الصهيوني كما أن سياسات هؤلاء الرؤساء إزاء قضية فلسطين تبقى مرهونة أيضا بأموالهم وإعلامهم ونفوذهم، فيكون بمقدور اللوبي اليهودي أن يفرض على المرشح الرئاسي شروطه في الغرف المغلقة وقد عبر الحاخام اليهودي راشورون في خطاب ألقاه عام 1869 في مدينة براغ عن شدة اهتمام اليهود بالمال والإعلام بقوله: "إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية". لذلك فإن اللوبي الصهيوني يحسن استخدام المال إلى الحد الذي جعل الرئيس بوش الابن مضطرا إلى تعيين كل من "ريتشارد بيرل" و"بول ولفوويتز" و"دوغلاس فيث" وغيرهم من الذين ينتمون للوبي الصهيوني -ومنهم من كان مستشارًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوقت نفسه- في مكتبه، إذ يصعب على أي رئيس أن ينأى بأذنيه عن أصوات أكثر من 250 منظمة مسيحية صهيونية وأكثر من 200 محطة تلفزيونية وإذاعية و100 صحيفة، كما يصعب عليه الاستغناء عن أموال اليهود في سباق الانتخابات الرئاسية المحموم، ولذلك لن يكون بمقدور أي رئيس أمريكي أن يقدم حلا لا تقبله دولة الكيان الصهيوني.مسؤول أمريكي في وزارة الخارجية رفض الإفصاح عن اسمه قال "إن بلاده ليس لديها اقتراحات محددة لمؤتمر باريس وليس لديها دور تلعبه "، وهو ما قاله كيري وهو يدخل المؤتمر: "ينبغي أن نعلم إلى أين سيذهب (المؤتمر) وماذا سيحدث". وفي الوقت نفسه أعلن دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الخميس الماضي أن المبادرة الفرنسية مصيرها الفشل، والخلاصة أن علينا ألا نلوم غيرنا بقدر ما نلوم أنفسنا كعرب ومسلمين، لأننا ينبغي ألا نعول إلا على أنفسنا بإيجاد القوة القادرة على إنجاز الحل كما نريده نحن لا كما يريده أعداؤنا.