19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); على الرغم مما تبثه القنوات الفضائية العربية، من محتوى لا يتناسب وروحانيات شهر رمضان الكريم، تأتي إذاعات القرآن الكريم، لتعلي من مكانة كلام الله الخالد، وترفع من شأن اللغة العربية، وتسهم في فهم الإسلام الوسطي بشموله وعمومه، ما يجعلها الأكثر إقبالاً، سواء في شهر رمضان المبارك، أو غيره من شهور العام. وإذا كانت هناك بكائيات على ما تبثه مثل هذه الفضائيات، وما وصلت إليه من إنحدار إعلامي، وترهل مهني، ومحاولات إفساد أخلاقي، فإن إذاعات القرآن الكريم المنتشرة بالعديد من دول العالم العربي، تكاد تكون هي بوصلة النجاة ضد كل محاولات الهدم في بنى المجتمع الإسلامي، والسعي إلى تقويض أركانه.وحينما نثمن دور الإذاعات العربية في إعلاء شأن القرآن الكريم، ونشر صحيح الدين الإسلامي، فإننا ننوه هنا إلى دور إذاعة القرآن الكريم المصرية، كأول إذاعة متخصصة للقرآن الكريم، انطلقت عام 1964، وهي الانطلاقة التي حافظت خلالها الإذاعة على أن تكون صاحبة بصمة في تقديم تلاوات القرآن الكريم بأصوت ندية، لا تزال تعطر أسماعنا بكلام الله عزوجل، ما جعلها رائدة منذ انطلاقتها وإلى يومنا، وإن تعرضت لكثير من التعثرات بين الفينة والأخرى.وأذكر في هذا السياق، ما ذكره الراحل د.عبدالقادر حاتم - أول من وضع فكرة الإعلام بالعالم العربي- ، عندما كشف خلال حديث صحفي معه لكاتب هذه السطور بأن قيامه بإنشاء إذاعة القرآن الكريم المصرية، كان بهدف مواجهة الأفكار الشيوعية التي بدأت في الذيوع بالمجتمع المصري خلال عقد الستينات، "لذلك لم يكن لنا بُد سوى إنشاء مثل هذه الإذاعة، لتكون حامية للمجتمع من أية أفكار هدامة، علاوة على دورها في حفظ كتاب الله الكريم".من هذا الفهم، كانت انطلاقة الإذاعة المصرية، وبعدها انطلقت إذاعات القرآن الكريم في العديد من الدول العربية، حتى أصبحت أصوات قرائها تهز قلوب السامعين بكل ما هو طيب من آي الذكر الحكيم، للدرجة التي جعلت هذه الإذاعات تستحوذ على أعلى نسب استماع، على الرغم من كل التحديات الإعلامية التي تواجهها، فضلاً عن كافة محاولات التشوية التي تسعى للنيل منها، عن طريق سموم هدامة، بدعوى الاستنارة.