15 سبتمبر 2025

تسجيل

جذور

07 يونيو 2015

لحفظ التراث الشعبي عقول بحثت طويلا وأقلام أبدعت في الكتابة في كل مجالات التراث سواء التراث الفني أو الأدبي والثقافي والاجتماعي، والمهتمون بالتراث يستحقون تكريما من نوع خاص فهم مهتمون بالهوية وبالجذور النبيلة التي منها تنبت الفروع أزهارا من الجمال والنور، هم مهتمون بالبناء على أساس قوي هو الأساس الأول الذي ينبع من البيئة والأرض وثقافة الأجداد، هم مهتمون بغرس ثقافة الأرض والجذور وسقيها بماء العشق والانتماء، هم يستحقون أكثر من الألقاب والعناوين والمشاركات، فهم ذلك المخزون الثقافي المتنوع والمُتوارث من قبل الآباء والأجداد، والمُشتمل على القيم الدينية والتاريخية والحضارية والشعبية، بما فيها من عادات وتقاليد، سواء كانت هذه القيم مدونة في كتب التراث أو مبثوثة بين سطورها أو متوارثة أو مُكتسبة بمرور الزمن. هم ذلك الفكر الذي يحمل روح الماضي وروح الحاضر وروح المستقبل بالنسبة للإنسان الذي يحيا به، وتموت شخصيته وهويته إذا ابتعد عنه، أو فقده، لذلك فإن استثمار هذه الكوكبة من المهتمين بالتراث والباحثين فيه والعاملين على استخراج كنوزه وتوظيفهم لنشر هذا التراث كل بطريقته المبدعة لهو أمر ضروري خاصة أن لدينا على الساحة المحلية أسماء حاضرة بقوة في هذا المجال لهم جهودهم الجبارة وإصداراتهم الجميلة التي أعتبرها شخصيا منهجا لحياة وفكر أبنائنا والأجيال القادمة، هذه الأسماء أسعى إلى جمعها في كتاب يحتضن مشوارهم وتجربتهم الإبداعية لأَنِّي أعتقد أنها أجمل هدية تهدى لأبناء الوطن وأجمل حكاية تروي قصة الإنسان مع الأرض والبيئة، حكاية تأخذهم إلى جزر الأعماق لتستخرج لهم الجواهر والدرر وتعرفهم بالجذور الأصيلة التي منها نبعت هذه الثقافة، أول هذه الأسماء أستاذي صالح غريب الذي أعرف بأنه كعادته لن يتأخر أبداً في تزويدي بقائمة الأسماء التي أبحث عنها، له ولهم كل تحياتي وأتمنى لدروبهم الخضراء مزيدا من الإثمار والنماء.