10 سبتمبر 2025
تسجيلالولايات المتحدة الأمريكية تقدم بين فترة واخرى على اصدار تقرير حول حقوق الإنسان في دول العالم المختلفة، وبالطبع ترفع اسمها من ذلك التقرير، وتأتي بذكر على سجلها في هذا المجال. آخر هذه التقارير ما أعلن عنه السفير الأمريكي بالدوحة أمس ، والذي تحدث من خلاله عن عدد من القضايا المتعلقة بالشأن المحلي، ومع احترامنا لما جاء في هذا التقرير، إلا أن هناك عدداً من المغالطات الواردة في هذا التقرير، فأين هي المتاجرة بالبشر في قطر؟ وأين هي الهجرة التي يقال ان هناك استغلالاً قسريا لها في هذا البلد؟ وأين الخدم الذين يساء لهم لدرجة تصل إلى تصنيف الدولة ان بها انتهاكات لحقوق الإنسان؟. نعم هناك مخالفات لأفراد، سواء كان ذلك على صعيد العمالة أو الخدم، وهو امر موجود في مختلف دول العالم، بل على العكس من ذلك، فإن انتهاكات حقوق الانسان، أو الشكاوي التي ترد إلى الجهات المختصة، تعد قليلة مقارنة بما يحدث في دول أخرى، وهذا ليس دفاعا عن الجهات والشركات والافراد الذين يسيؤون معاملة من يعمل لديهم، ولكن هذه حقيقة، والدولة عبر قوانينها تجرم كل من يرتكب أي مخالفة تجاه الشرائح الضعيفة من العمال والخدم، وما الاحكام التي تصدر في المحاكم لصالح العمال والخدم إلا خير دليل على ذلك. نحن نعرف الخطوات الحثيثة التي قامت بها الدولة، والقوانين التي تسن لحماية الاطفال أو كبار السن أو الخدم أو العمال. . ، والعمل على ايجاد هيئات تعتني بهم، وترعى مصالحهم، وما اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الا شاهد على ذلك، فهي تقوم بجهد كبير، وتتابع كل ما يرد اليها من شكاوى من اي فرد في المجتمع، وما تقريرها الأخير الا صورة ناصعة للشفافية التي تتمتع بها قطر، وحرية الحركة التي اتاحتها لهذه اللجنة، فهي قطر لم تجعل هذه اللجنة (ديكورا) كما هو الحال في العديد من الدول، بل ان لجنة حقوق الانسان تمارس أدوارها بكل حرية، دون فرض قيود، أو تحديد سقف معين لا تتخطاه. لماذا لا تتحدث أمريكا عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها في كل بقعة تقع تحت أقدام جنودها، ففي كل يوم تفوح روائح (نتنة) من سلوكيات جنودها بعلم رؤسائهم، ولا تتخذ إدارة البيت الابيض أي إجراء فعلي ضد من يثبت قيامه بذلك. ان الإدارة الأمريكية التي جعلت نفسها حارسا على العالم، وتدعي انها ترعى مصالح الضعفاء، هي اكبر خارق للقوانين التي تحمي البشر، وأكثر الدول نفاقا، بل ومتاجرة بحقوق الانسان، اكثر الدول التي تمارس كذبا مفضوحا، فهي تضرب عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات السماوية والبشرية، ولا تنظر إلا لمصالحها فقط، ومن أجلها تدوس على أي شيء، وفي مقدمة ذلك تدوس على البشر. إن أمريكا تتاجر اليوم بقضايا حقوق الانسان، وتجعل من ذلك سيفا مسلطا على رقاب بعض الدول، وتضع المعايير التي تتناسب مع مصالحها، بل مطامعها في الدول، فهي تغض الطرف عن دول ديكتاتورية طالما أن تلك الانظمة تخدم المصالح الامريكية. أمريكا تعطي دروسا ومواعظ لدول العالم، وهي أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، أكثر الدول التي تمارس قتلا وترويعا وتشريدا وتدميرا للبشر، فكيف لنا أن نصدق أمريكا ونحن نرى سلوكيات على أرض الواقع تقول غير الذي تنادي به؟. . . (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).