10 سبتمبر 2025
تسجيلرحل عن هذه الدنيا الفانية يوم الخميس ليلة الجمعة 23 من شوال 1445 من الهجرة، 2 مايو 2024 من الميلاد الصابر المحتسب الأستاذ الكبير عصام العطار رحمه الله، فقيد ونجم سورية، وعلم من أعلام الأمة، ومن صُّناع الحياة في عصرنا الحاضر، وماذا عسى أن يكتب عنه رحمه الله رحمة واسعة - ما هي إلاّ خواطر - رحل وبقيت آثاره ومواقفه، وتم دفنه يوم الإثنين الموافق 6 يونيو 2024 بمدينة آخن الألمانية فرحمك الله أيها المربي الكبير والداعية العامل. «والذي يأتيه الموت وهو مع الله بقلبه أو بقلبه ولسانه، يكون عند البعث على مثل ما مات عليه». غداً بإذن الله المولى الكريم أيها الشيخ المبارك عصام العطار تلقى الأحبة محمداً وصحبه. فالأستاذ الكبير عصام العطار اسم على مسمى فهو رحمه الله معتصم بحبل الله المتين، متوكل عليه في كل أموره، راض مطمئن بقضائه، ولد حراً، وعاش حراً مع الله سبحانه وتعالى، وكلماته وأحاديثه ولقاءاته وأشعاره تفوح منه كالعطر الفوّاح تطيب القلوب لسماعه فترتاح وتسعد. نعم الراحل الأستاذ والمفكر الكبير عصام العطار رحمه الله جاوز اسمه كل مكان، فهو من الزعامة المميزة، مميز في صبره واحتسابه.. مميز في هجرته إلى الله تعالى.. مميز في كلامه وحديثه.. مميز بشعره وفصاحته وجميل صوته وعذوبة كلماته الحية.. مميز بكرمه وتواضعه.. مميز في مقارعته للظلم ونصرة المظلومين.. مميز في قوة حجته وبيانه.. مميز في عطائه حتى وهو في عمره المديد الذي قارب المائة عام رحمه الله.. مميز في دعوته والدعوة إليها بحكمة وبصيرة.. مميز في محبته للناس والخير لهم ولذلك أحبه الناس.. مميز في مهجره بألمانيا بمدينة آخن.. مميز في مسجده الذي اعتلى منبره مسجد «بلال بن رباح» رضي الله عنه.. مميز في وفائه.. وما أدراك ما وفاء الأديب الصابر!. إنه مدرسة في الوفاء رحمه الله يعلّم الجميع دروساً عملية في الوفاء، قدوته محمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحبه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، مميز بارتباطه بالشيخ علي الطنطاوي أديب الفقهاء وفقيه الأدباء حين ناسبه وتزوج ابنته الشهيدة رحمهم الله جميعاً (بنان الطنطاوي- التي اغتالتها أيدي الإجرام النصيري العلوي النكرة-).. مميز في أنه لم يركن إلى الدنيا وملذاتها وشهواتها ومناصبها حين عرضت عليه في أجمل صورها فأدار لها ظهره وسما بأخلاقه التي تربى عليها رحمه الله.. مميز في الثبات على مبادئ دينه وثوابته ولم يتخل عنها طوال حياته إلى أن لقي ربه ثابتاً محتسباً.. مميز في عفة لسانه وسلامة قلبه.. مميز في تعامله مع أحداث الأمة كلها نصحاً وإرشاداً وتوجيهاً ودعماً ونصرة، مميز في طفولته وفي شبابه، مميز في رجولته، مميز في كبر سنه وشيخوخته رحمه الله.. حباه الله الكريم بقوة ذاكرة عجيبة وهو في شيخوخته رحمه الله. إنه مدرسة كبيرة في التميز. قال عنه الأستاذ حسن التل رحمه الله في كتابه المتميز(عصام العطار.. الزعامة المميزة) «لذلك حاربه الطواغيت . «ومضة» نعزي أمتنا على امتدادها الكبير وأسرته الكريمة المباركة، وعلماء ودعاة الأمة المخلصين العاملين ومحبي الشيخ بوفاة أستاذنا المعلم الشيخ عصام العطار رحمه الله، ونقول عظم أجركم وأحسن عزاءكم، وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، في صحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وجزاه الله خير ما يجازي عباده الصالحين. إنا لله وإنا إليه راجعون.