10 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا بعد موجة الأرض ؟

07 مايو 2016

ليس هناك شك أن موجة الأرض الثورية التي بدأت يوم 15 أبريل قد أعادت رسم الخريطة السياسية في مصر لصالح ثورة يناير كما أنها أعادت الأمل من جديد في بعث يناير وأعادت بالفعل للشارع أجواء يناير.فقد مهدت "لكسر حالة الاستقطاب السياسي" التي ظلت مخيمة على سماء ثورتنا منذ أن بدأت الثورة المضادة خطتها يوم 11 فبراير والتي اكتملت يوم 3 يوليو حيث نزلت المدرعات بالشوارع تحت ستار ذلك الاستقطاب السياسي ولم يكن لها أن تتجرأ على النزول دونه ومن ثم يتم القضاء على الإرادة الشعبية بدعم سياسي.كما نجحت موجة الأرض الثورية في "توجيه ضربات قوية لذلك الجدار الاجتماعي الصلب" الذي شيدته الدولة العميقة وأذرعها الإعلامية الطولى والذي نال من وحدة شعبنا وتماسكه في وجه الاستبداد تلك الوحدة التي تحققت بشكل واضح خلف شعارات يناير التي صدعت بالفعل بنيان الاستبداد المصري العتيق ووضعته لأول مرة في التاريخ في مهب الريح..هذا الجدار لابد وأن يهدم تماما حتى تعود وحدة شعبنا في مواجهة الاستبداد وتهزمه كما هزمته في يناير.لهذا فإن ما حققته موجة الأرض يعد نجاحا له مذاق استراتيجي وليس مجرد نجاح تكتيكي لأنه في الحقيقة يصب في المسار الأجدى لاستكمال ثورة يناير -وفق شروطها وأهدافها وقيمها وتقاليدها- وهو مسار الاصطفاف الثوري والسياسي والمصالحة المجتمعية..ولهذا أيضا وجد فيه كل المخلصين لثورة يناير وللإرادة الشعبية والمشتاقين لكرامة مصر وحريتها بغيتهم ويبقى -حتى نكون صادقين مع أنفسنا- أن نجهد أنفسنا ولو قليلا ونتواضع كثيرا ونقدم جهدا جماعيا لاستثمار هذه "الفرصة الذهبية" وهو ما يمكن -من وجهة نظرى- بالعمل على أقرار عدة أهداف وسياسات والتأكيد على مجموعة من القيم: أولها.. أننا "شعب واحد" وليس شعبين وأن المصالحة المجتمعية هي طريق لاغني عنه لاستعادة لحمة شعبنا ومحاصرة الانقلاب مع ضرورة التوجه بخطاب جديد للقطاعات الشعبية التي خدعت في هذا النظام أو ركنت إليه لبعض الوقت بأنها صاحبة ثورة يناير التي عاشت مصر في كنفها لأول مرة محررة من كل قيود الاستبداد وأنه ليس من حق أحد أن يقصيهم من مسارات استكمالها والعمل على تحقيق أهدافها.ثانيها.. العمل على "تجسير الفجوة بين الأحزاب والحركات والقوى السياسية والثورية" وتشجيعهم للتوافق على "أجندة وطنية جديدة" و "جبهة وطنية واحدة" أو أي صيغة عملية أخرى يمكن من خلالها استكمال مسار يناير الذي ارتبطت به حرية مصر وكرامتها ونهضتها وفي ذات الوقت التوافق على المرحلة الانتقالية التي يمكن من خلالها إعادة بناء الدولة وفق قواعد التوافق والتشارك.ثالثها..التوجه "بخطاب سياسي ناضج لضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة" بأن يربطوا مصيرهم بمصير شعبهم وحريته وكرامته وأن ينحازوا لشعبهم وليس لحفنة الأشرار الذين يسخرون كل موارد البلاد وقدراتها -بما في ذلك الجيش والشرطة- لخدمة مصالحهم الشخصية وشبكات المصالح الفاسدة التي ارتبطت بهم.رابعها.. ضرورة "فتح الباب واسعا أمام كل الأطراف التي ورطها الانقلاب معه" كي يحقق من خلالها خطته في إحكام السيطرة على الحكم..خاصة الأقباط الذين يخوفهم النظام من عودة يناير ويكاد يختطفهم لتحقيق مآربه لهذا يجب أن نطمئنهم بأن ثورة يناير تهدف لحريتهم وكرامتهم كما أنها تجعلهم جزءا أصيلا من المجتمع وليس في مواجهته كما يريد النظام الحالي.خامسها.. لابد من "إفساح الطريق أمام الشباب" وإعطائهم الفرصة كي يكملوا ثورتهم..فشبابنا هم أهم أرصدتنا وأقوى مواردنا وهم من استطاع أن يهدم كل قواعد التغيير التقليدية التي كانت متبعة قبل يناير وأن يبتكر قواعد جديدة هزمت الاستبداد وهزت كل قواعد الديكتاتورية بعنف.سادسها.. ضرورة استمرار "الحفاظ على الشعارات العامة" التي ثبتت جدواها ونجاعتها في موجة الأرض وذلك حتى نستطيع توحيد الشعب وقواه الحية خلف أهداف يناير.. علما بأن التمسك بالشعارات المجمعة لا يعني بحال حصر الأهداف بها أو التفريط في حقوق دستورية أو قانونية أو إنسانية.سابعها.. أصبح من الضروري بمكان إيجاد صيغة لوقف التراشقات المتزايدة بين صفوفنا والتي لا يمكن تبريرها بحال وفق ميزان الشرع أو ميزان العقل أو ميزان المصالح العليا لشعبنا ووطننا أو ميزان السياسة.