12 ديسمبر 2025

تسجيل

في فلسطين.. لمن الشرعية الدستورية؟

07 مايو 2015

في بلادنا يتحدث الكاذبون عن الصدق، والظالمون عن العدل، والقتلة عن الرحمة، ويبتسم القاتل للمقتول ويقول (إنتو مش عارفين إن انتو نور عينينا ولا أيه)، وفي بلادنا يتحدث الرويبضة التافه في أمور الآمة الجليلة، وينظّر المستبدون عن الحرية ويَقعّدون للعدالة والديمقراطية قواعد جامعة مانعة..لكن الأسوأ على الإطلاق هو ما يحث في فلسطين - بلدي - حيث الذين حياتهم المفاوضات التحتية والجانبية مع العدو يتهمون المقاومة بالبحث عن مفاوضات مع العدو وبأنها تسعى من وراء الشعب الفلسطيني لعقد اتفاقات مذلة.. وهي التي كل تاريخها ترفعا على العدو ونقدا لسياسة الأبواب الخلفية والمؤامرات.. والأسوأ في بلدي، أن تتهم المقاومة بالانقلابية وباللاشرعية وهي التي تمثل الأغلبية في المجلس التشريعي الذي هو المؤسسة الوحيدة المنتخبة في فلسطين عبر تاريخها بطوله وعرضه.. ومن الذي يتهمها باللاشرعية؟ غنه من كل تاريخه انقلابات وانفلاتات داخل حزبه وخارجه على المستوى الوطني (انقلاب داخلي بين ثقل الداخل والخارج، وانقلاب على أكثر من دولة مضيفة للفلسطينيين، وانقلاب على الانتفاضة الأولى باتفاق أوسلو، وانقلاب على وفد حيدر عبد الشافي، وانقلاب حتى على رمز الشعب والثورة الراحل عرفات، وانقلاب على الانتفاضة الثانية، ثم انقلاب بين أعضاء اللجنة المركزية على بعضهم، ولن ننسى الانقلاب الكبير على انتخابات 2006). وفي بلدي أيضا تدعى الشرعية من لا يملك فيها فتيلا ولا قطميرا.. فموقع الرئاسة لم يعد شرعيا بشغوره منذ 2009 وانتهاء الولاية حسب القانون الأساس الذي حدد ولاية الرئيس بأربع سنوات لا تجدد إلا بقرار من التشريعي وهو ما لم يحدث، وكان المفترض بناء عليه - وحسب ذات الدستور - أن يكون الرئيس هو رئيس التشريعي أي الدكتور الدويك (من المقاومة) وأن يدعو خلال 60 يوما لانتخابات رئاسية وهو ما لم يحدث أيضا، والمجلس الوطني كذلك ليس شرعيا فهو غير منتخب وفوق ذلك معظم أعضائه ماتوا أو على وشك.. وهو لا يجتمع إلا عند الطلب (لم يجتمع منذ سنتين على الأقل).. والسلطة كلها ليست شرعية، وقد فقدت الشرعية الوجاهية بفقدان المشروع وبفشل الاختيارات، وفقدت الشرعية الثورية بالتعاون مع المحتل وإسقاط حق المقاومة، وفقدت شرعية التغلب التي لم يقل بها إلا قلة من المهزومين وعبيد الحكام من الفقهاء لأن تغلبها هو تغلب بقوة الاحتلال الذي يحميها ويوليها وليس تغلبا ذاتيا.وفي بلدي كذلك، يعيّر من لا مشروع له إلا التنازل عن المقاومة وعن %80 من فلسطين التاريخية، وعن الوحدة الوطنية، والتنازل عن شروط المفاوضات المرة تلو المرة، ومن تنازل عن حق العودة، وعن السيادة على القدس.. أن يتهم المقاومة بالتنازل عن الثوابت وبأنها تسعى لفصل غزة رغم أنها لم تنفك تطالب بكل فلسطين التاريخية..وفي بلدي أيضا، يتهم المقاومة بأنها صنيعة الاحتلال ذاك الذي يمارس التنسيق المخابراتي والسياسي والقانوني والتطبيعي علنا مع العدو يعتبره مقدسا كما جاء على لسان الذي تولى كبره منهم.. الذي يطارد الوطنيين ويحرض على حصار غزة.. آخر القول.. في أواخر الحرب الصهيونية على غزة نشأ نوع من التنسيق بين المقاومة ومن يتولون ملف التسوية عبر الوفد الموحد وأمِلنا أن يتطور ذلك لصيغة وحدة وطنية تعمم في كل المؤسسات والإقليم الفلسطيني.. لكن الفرحة تبعثرت والفلسطينيون يعرفون من بعثرها ولماذا فعل ومن يحرك الفتنة اليوم ولماذا يفعل!!