13 سبتمبر 2025

تسجيل

بين التفكير والتفجير

07 مايو 2014

التفكير يصنع المعجزات، والتفجير يهدم الإنجازات، التفكير يصنع الأمل ويرشد العمل، والتفجير يحدث الخلل ويورث الخبل، التفكير نعمة، والتفجير نقمة، التفكير رؤية، والتفجير عمى، التفكير رحمة، والتفجير قسوة، التفكير عطاء، والتفجير شح، التفكير عمران، والتفجير نقصان، التفكير نور يتلألأ، والتفجير نار تتلظَّى، التفكير حوار بالعقل، والتفجير اغترار بالقوة، التفكير حضارة وانتشار، والتفجير حقارة وانتحار، التفكير صلة بين بني الإنسان، والتفجير قطيعة بين عباد الرحمن، التفكير يصنع الإبداع وبراءات الاختراع، والتفجير يصنع الخوف والفزع ويهدم الاختراع، التفكير سلام وأمن، والتفجير دمار وخوف، التفكير كالماء يروي الأرض الجرداء لتتحول إلى جنات خضراء وأشجار وأزهار وثمار، والتفجير نار يصنع الموت والخراب والدمار، التفكير طريق الرسل والأنبياء والعلماء، والتفجير طريق الشيطان والهوى والجهلاء، التفكير يوجه الجوارح إلى فعل الخير ونفع الغير، والتفجير يدفع الجوارح إلى نشر الشر وضرر الغير، التفكير تعليم وتعلم في المدارس والجامعات، وكد وعمل في المصانع والشركات، أما التفجير فشلل يعطل الحياة، ويهرع الناس بسببه إلى الخنادق والبيوتات، التفكير عند اليابانيين أنتج أحدث التكنولوجيا وأروع المباني وأكبر الجسور وأسرع السيارات وأعظم الطائرات وأدق الإلكترونيات، والتفجير صنع في عالمنا الإسلامي التخلف والفقر والجهل والمرض واستجداء العالم من الإبرة إلى الدبابات لنستعملها في حروب داخلية لا يفيد منها إلا الأعداء، لو راجعنا ميزانيات الدول الصغرى والكبرى التي تدفع العقل إلى التفكير واليد إلى التعمير وقارناها بميزانيات وزارات الدفاع التي ينجرف بعضها إلى وأد الطفولة البريئة، وتدمير المشاريع الصغيرة، لوجدنا أننا نعيش عصر "الحقارة" لا الحضارة!، أما إذا جئنا إلى ميزانيات وزارة التعليم عامة ومحو الأمية خاصة فإن ميزانية وزارة الدفاع في أية دولة عربية كبرى يمكن أن تغطي تعليم الأميين في العالم كله فضلا عن 99 مليون عربي أميين وهم أول مادة خام للتفجير لا للتفكير!!يا قوم عالجوا - ولو مرة واحدة - أصل المرض وليس فقط العرض، فهل من إفاقة لنهتم بالتعليم والتفكير في خططنا وبرامجنا وميزانياتنا لنعالج التفجير الذي سار سمت أمتنا العربية والإسلامية!التعليم والتفكير والتعمير هو الحل وإلا فالجهل والتفجير والتدمير هو البديل.